مالفا الحزن والوحدة
العدد 181 | 24 تشرين الأول 2015
قطع وصل


لا أدري. كنت أسير بجوار سور كتب في الأزهر ومددت يدي إلي كتاب، ثم لم أنقطع عن القراءة والكتابة”. بدأب وبإصرار فولاذي صنع جمال نفسه من لا شيء. معا نشرنا أولى قصصنا بمجلة القصة وكان جمال في نحو العشرين من عمره وأنا أصغر منه بثلاثة أعوام. اتجهنا إلى مقر المجلة وطلبنا من أحد الموظفين مقابلة الأستاذ ثروت أباظة، فنظر إلينا الرجل ووجدنا نحيفين لا تبدو علينا لا كتابة ولا قراءة، فمضى إلى حجرة أباظة وسمعناه يقول له:”فيه أولاد صغيرين عاوزين يقابلوا حضرتك”! ونشر أباظة القصتين في العدد ذاته في أبريل 1965. تعرفنا إلي بعضنا البعض عن طريق والدتي وكانت تعمل في دار الكاتب العربي (هيئة الكتاب) حين جاءها ذات يوم صبي في السادسة عشرة يحمل- على حد قولها- جوالا من القصص للنشر، فأشفقت عليه من الإحباط وقالت له:” أنا كمان عندي ابن من سنك تقريبا بيكتب قصص تعالى البيت عندنا لتتعرفا”! جاء جمال ذات مساء، خجولا متهيبا، مشبعا بالود وبابتسامة طيبة.

من “وداعاً جمال الغيطاني” – أحمد الخميسي *الدستور

_______________________________________

 

خرجنا من الناصرة باتجاه حيفا. المواجهات والاعتقالات ما زالت مستمرة. فور وصولنا إلى حيفا، بدأ المطر بالهطول. اتفقنا أنّ ما تركته التظاهرة في قلوبنا، رغم كلّ محاولات الاحتلال بمنعها، ورغم نجاحه في إعادة الحافلات، هو أكثر رومانسيّة وجمالًا وخيرًا من المطر.

من ” الطريق إلى تظاهرة الناصرة.. ومنها: أحلى من المطر” – رشا حلوة *السفير

_____________________________________

 

أعتقد أن الشيء الأساسي لكل كتابة أو نتاج فني- أدبي هو ضرورة توفر الحرية الإبداعية، وحق المبدع في الخروج عن كل الأطر التي تحد من حرية المخيلة، والاقتراب أكثر من الجوهر الفعلي للإبداع من دون الاحتكام إلى شكل أو نوع أو صنف أو ما شابه. التسميات والمصطلحات هي من وضع أشخاص بشريين قد يكونون نقاداً أو باحثين أو كتَّاباً وهم الذين سنُّوا لها القوانين والقواعد والمعايير، لكن هذا لا يعني أن يلتزم بها الجميع، ويذعن لها الجميع، فهي ليست مقدَّسة. وهي موضوعة بالدرجة الأولى لتسهيل مهمة النقاد في التصنيف والتحليل والتقييم.

من “سيرة ذاتية للكتابة” – أمين صالح *الاتحاد

_______________________________________

 

اللون متاهة كبيرة، متاهة الخبرة والإضافات الجديدة، شيء غير قابل للانتهاء، اللون السر الأبدي للحياة. هذا ما قاله يوماً المبدع مالفا ـ عمر حمدي، وهو ما يمكن أن يلخص سيرته مع اللون باعتباره فيضاً صامداً يحتوي في دلالاته حساسيات تداوله واستنباته في ذوات الآخرين… مضى عمر حمدي، مالفا الحزن والوحدة إلى تلك المتاهة الأعظم بعد أن انطفأ آخر لون كان دليله للحياة.

من “عمر حمدي ..الرحيل إلى متاهة اللون” – طلال معلا *السفير

____________________________________

 

أنت الآن على مسافة ضغطة زر واحدة من أي مشاهد جنسية يمكن تخيلها مجانا. ولهذا أصبحت صور التعري أمرا عفا عيه الزمن في هذه المرحلة.

من “بلاي بوي تتخلى عن نشر صور نساء عاريات” *موقع الـ بي بي سي

_______________________________