مآلات النصيحة الأدبية “اكتب عما تعرف” 2-2
العدد 229 | 01 نيسان 2018
ليتراري هب


هل عليك أن تكتب عمّا تعرف؟ 31 كاتباً يدلون بدلوهم في هذا الشأن. من توني موريسون إلى ويليام تي فولمان، سؤال قديم قِدم الكتابة يلقى جوابه.

 

اكتب عمّا تعرف. لا يوجد من تلقّى في حياته درساً في الكتابة أو قرأ كتاباً عن الفن إلا وسمع بهذه النصيحة، حتى وإن ورد ذكرها بقصد دحضها فقط. لكن أهي نصيحة في محلها؟ أعليك فعلاً أن تكتب عما تعرف؟ ليس على كتّابنا الأغرار أن يقلقوا بعد الآن، فعذاب الشك الذي يزرعه هذا السؤال في نفوسهم على وشك الانقضاء. أسرُد في ما يلي أجوبة عن هذا السؤال المؤرق جمعتها من 31 من أشهر الكتّاب، من أورسولا كي لو غوين وأرنست همنغواي إلى كازوو إيشيغورو. اختر جواباً وسِر على هديه، أو خذ برأي الأكثرية. واعلم أنه في النهاية، أياً كان الجواب الذي تختاره، وكما هو الحال مع كل النصائح المتعلقة بالكتابة، لك أن تأخذ به أو أن تتركه وراءك.

 

 

دان براون: اكتب عمّا تحب أن تعرف

 

“كثيرون يقولون لك: “اكتب عمّا تعرف”. أشعر بأنه يشق علي كثيراً أن أشغل ذهني بموضوع واحد لعام أو عامين. يجب أن تكتب عن موضوع يتطلب منك أن تبحث وتتقصى لتتعلم. اجعل رحلة الكتابة فرصة تتعلم منها. أثناء كتابة “الجحيم” inferno، تعلمت أشياء كثيرة عن الهندسة الوراثية وعن دانتي لم أكن أعرفها من قبل. والمعلومات الجديدة التي اكتسبتها، من خلال البحث والتحدث مع المختصين أثناء كتابة الرواية، كانت الحافز الفعلي الذي أعانني على الاستمرار. ولهذا لمن يشكو من الكتّاب الشبّان من أنه لا يعرف ما الذي يكتب عنه، أقول: فكّر في الشيء الذي لطالما تمنيت أن تكتب عنه، واذهب لتجمع المعلومات عنه. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن موضوع ما، فهناك آخرون يريدون أن يعرفوا المزيد عنه على الأرجح… اجعل عملية التعليم حافزاً لك لتنقل ما تعلمته إلى أشخاص آخرين عبر كتابة روايتك”.

 

هاري كروز: أن تكتب عمّا تعرف هو محض هراء

“صحيح أن الكثيرين من الأغبياء، مثل بعض مدرسي اللغة، يقولون للكاتب في بداية مسيرته أن يكتب عمّا يعرف، إلا أن هذا ضرب من الهراء. فأنت تكتب عن الجريمة، من دون أن تكون قد قتلت أحداً من قبل. تكتب عن المرأة، ولم يسبق لك أن كنت امرأة، وقِس على ذلك. ما يعنيه هؤلاء، وهذا ما آمله، لكنني أستبعده، هو أنك لكي تكتب، ولكي تكتب جيداً في الدرجة الأولى، يجب أن تكون على تماس مباشر ومعرفة دقيقة بسلوكيات البشر، بثقافة جزء من البلد الذي تكتب عنه”.

 

آفي (إدوارد إيرفينغ ووريتس) أكتب عمّا تشعر به

“أعلم أنه دائماً ما يُنصح الطلاب بأن (يكتبوا عمّا يعرفونه)، لكنني أقول دائماً إن الأولى بك أن تكتب عمّا تشعر به… تلك نقطة انطلاق أفضل وأقوى لأي كاتب. يمكنك دائماً أن تعثر على الحقائق، أما باقي الأشياء فيمكن اختلاقها والإتيان بها. منذ زمن ليس ببعيد، وقعت بالصدفة على أولى الملاحظات التي وضعتها عن “سأمسك بك لاحقاً يا خائن” Catch You Later