لست من المهاجرين ولا الأنصار
العدد 179 | 29 أيلول 2015
قطع وصل


لست من المهاجرين، كما أنني لست من الأنصار. لا أجيد ركوب الخيل. تعلمتُ السباحة في نهر الخابور قبل أن يجفّ. أما حصتي من الرماية، فهي أن أكون دريئة لسهام الرماة. هنا، وفي ما وراء البحار، غير عابئ بعدد الطعنات. أقول بما يشبه الدفاع عن النفس: ولكنني أحبُّ البلد، هذا المرض الخبيث الذي لا شفاء منه. كفّوا عبثاً، واتركوا لنا هذا التراب، لا تخلطوه بزرنيخ البغضاء.

من “ولكنني أحب البلد” – خليل صويلح *السفير

___________________________________

 

راقبوا في قلب نيران الحرب: الحرب في سوريا بدأت بالنهاية. بدأت بالنهاية في … المجر وصربيا والنمسا ومقدونيا حيث إكزودس اللاجئين السوريين والحجم الضخم الفريد عن كل أزمات اللاجئين الآخرين الآتين من بلادٍ تعيسةٍ أخرى جعلا سوريا تبدو وكأنها أوروبية في الأسابيع الأخيرة. ربما الآن نفهم، ما حاول مفكِّرون متوسِّطيّون أن يُفهمونا إياه في القرن العشرين في لبنان وسوريا ومصر، وهو أن سوريا جارة متصلة بأوروبا لا عبر البحر المتوسط فقط بل عبر البر وهذا ما جعلها سابقا ولاية في الامبراطورية الرومانية.

من ” بدأت رقصة نهاية الحرب في سوريا” – جهاد الزين *النهار

____________________________________

 

مشهد رمي الجمرات على نموذج إبليس الحجري، تشارك فيه بكل حماس وهستيريا الشباشب وزجاجات المياه والأحذية والعصي وكل ما تستطيع أيادي الحجاج الوصول إليه من أدوات انتقام!! هل هذا هو إبليس فعلاً؟! إنه مجرد رمز ولكننا مجتمعات لا تفهم الرمز والتجريد، فبمجرد أن يقال هذا إبليس فهو بالقطع إبليس بشحمه ولحمه، ولابد من الانتقام منه، فهو الذي تسبب في كل المشاكل التي مررت بها ودبّر كل المصائب التي وقعت فيها، واليوم وقع في قبضتي ولابد أن أنتهز الفرصة، على فكرة ليست هذه طريقة البسطاء فقط، لكنها طريقة حملة الدكتوراة أيضاً.

من ” ارجموا إبليس تحت جلودكم فهو يسكن” – خالد منتصر *المصري اليوم

______________________________________

 

حين أتأمل ما يقوله ويكتبه بعض المحسوبين على التيارات الثورية اليوم باعتباره نقدا سياسيا للأوضاع، أشعر أنهم، بالفعل، يستعيرون لغة الحلم للتعبير عن واقع لا علاقة له بعالم الأحلام. أقرأ ما يكتبون فأرى وحش الحلم الداخلي لكل منهم وهو ينقض على فريسته أو يكاد. فمتى نضع وحش الأحلام فى القفص؟

من “وحش الأحلام” – إبراهيم فرغلي *القاهرة

______________________________________

 

احتمال أن تكون في الموقع في الساعة الثانية بعد الظهر، وأن تضطر للانتظار حتى الثامنة مساءً لأنك تحتاج إلى غراب أسود لكنهم أرسلوا إليك غراباً رمادياً.. هذا سوف يدفعني حتماً إلى الجنون، ولسوف أغيّر الفيلم وأجعل الغراب أسداً لو مرّ هذا الأسد قربنا. وللسبب ذاته، أجد صيد الأسماك عاملاً مهدئاً للروح، لكن إذا تعيّن عليّ أن أجلس هناك ساعات فأظن أنني سوف أباشر بتفجير الأسماك بالديناميت. عندما أكتب، أخلق إيقاعي الخاص مع الورق والآلة الكاتبة، لكنني لا أظن أن إخراج الأفلام، أو حتى المسرحيات، شيء جذاب أو فاتن بالنسبة لي.

من “أنا والسينما” – امبرتو ايكو/ ترجمة: أمين صالح *الاتحاد

________________________________________

الصورة للفوتوغرافية الأمريكية برنيس ابوت (Berenice Abbott)

*****