كلما رأيت ظلال اسمك على الشاشة
العدد 212 | 17 أيار 2017
سارة علي


كيف لعينيَّ ألا تضيع في خطوطِ الدمع وأنا أقرأ حروف اسمكَ مكتوبة أمامي في LinkedIn

يبدو أنك تقلدتَ منصباً جديداً وأصبحتَ مستشاراً  كبيراً في شركة مرموقة.

لا بأس! يسعدني أنكَ وصلتَ للمنصب الذي لطالما حلمتَ به معي .. ومع أخريات.

تباً للسوشيال ميديا!

في كل مرة تقترحكَ عليّ كـ صديق تجتاحني رغبة باحتباس أنفاسي للأبد.

أختبر قدرتي على أن أراكَ كـ هو! مجرداً من أي وصف، لكنني أفشل!

كفشلي في أن أكون Polyamorist في زمن لم يعد يعترف بالـ Monogamist؛ وأعلم أنني أفشل كفشلي في أن أصل لكارما العشق المتعدد معك و مع رجال آخرين في آن معاً!

أقول لنفسي: تجردي من مشاعرك، أنتِ أكاديمية وباحثة نسوية وحريّْ بكِ أن تكوني عقلانية و غير متحيزة وأن لا تميلي إلى جهة القلب مهما حدث لكِ في الحياة ..

لكنني أضعف في كل مرة أرى ظلال اسمكَ أمامي في شاشة .. ليس لأنني أكره ان أرى اسمك بل لأن قلبي يرتبكْ وكأنكَ تعبرني للمرة الأولى!

قلبي يرتبكْ كلقائي بكَ للمرة الأولى في مطار الدوحة!

قلبي يرتبك كارتباكي ويدك تعبثُ بركبتي وتهبط لساقي ثُم تصعد لما بعدها وأنت تحدثني عن خطتك السرية جداً لخطفي من القبيلة.

قلبي يرتبك ليس لأن خطتكَ السرية فشلت والقبيلة عرفت، و ليس لأنني يومها قضيت ليلتي في محاولات بائسة لإيقاف الـ  diarrhea؛ ردة فعل جسدي الفسيولوجية تجاه ما حصل، وليس لأنكَ حينها كنت مشغولاً جداً بمصالحة حبيباتك الأخريات بينما كنت أنا مشغولة بتبرير خطة اختطافي أمام والدي والقبيلة والله، بل لأن الحياة كانت أجمل و نحن نَعُدُّ الأيام لنلتقي كل عام مرة واحدة .. بدل أن نُعِدَّ الخطط لنقضي الأعوام كزوجين في حضن الملل ..

قلبي يرتبك وأنا أقرأ حروف اسمكَ الذي نقشتهُ كمراهقة على شواطئ ثلاث قارات مختلفة.

قلبي يرتبك لأني أحببتكَ بكل ديموقراطية التتيم، ولأن القبيلة بكل دكتاتوريتها كانت أضعف من أن تهزم أنثى أرادت أن تحمي عشقها، فخذلتها أنت!

قلبي يرتبك لأنني وبعد ثلاثة أرباع العام من الخذلان لا زال يربكني أن أرى اسمكَ مكتوباً أمامي في شاشة.  

 *****

خاص بأوكسجين


كاتبة من السعودية.