كأنّـــــــــات
العدد 190 | 08 أيار 2016
فراس سليمان


1

 كأن كل الأعماق التي تم تظهيرها مغشوشة

 

2

كأنه الفشل وقد بدت تظهر تجاعيده

 

3

كأن كثافة العاطفة عسل مغشوش

 

4

كأن الإيمانات جدران عمرتها ريح الضرورة على عجل

 

5

كأن (الجوهر ) اقتباس  من نص ممحو للغة ميتة على لوح حجري لم يكتشفه أحد

 

6

كأن الجنس يخرّب سياقات خربة.

 

7

كأن الأقبية وعي الأمكنة غير المدروس

 

8

كأن النجوم روائح الله المضيئة

 

9

كأن  الندم تعديل فاشل

 

10

كأن الأديان شهقة إرهاق العقل

 

11

وكأن الأب بارانويا الاجتماع والتاريخ

 

12

وكأن الأنماط خيبة الرغبات مهندَسة

 

13

وكأن العقل مقبض باب بيت يودي إلى غرف لاتنتهي وجلها مغلق

 

14

كأن الأصل  خدعة الجذر مرسوماً ..مكتوبا منقولاً على فرع

 

15

كأن الخلاص  مشهد كامل ومزيف لطبيعة واضحة وغامضة في آن

 

16

وكأن الجواب ثقة سقيمة

 

17

وكأنه لا حاجة لمزيد من الأحلام فهذه الرأس تكاد تنفجر من شدة ما لم يُحقق

 

18

وكأن التاريخ  أغطية طاولات محطمة

 

19

وكأن  السعادة مقبرة يتجول داخلها أحياء بلا ذاكرة

 

20

كأني أعير انتباهاً  مجدياً لي حين أجرب أن أرسم لاوعيي

 

21

كأن  الحقيقة كتاب خُطّ بحبر سري

 

22

كأن  القانون أنياب الشهوة المكسرة والتي لاتزال قادرة على قضمنا

 

23

كأن  الحوار استجواب ينجزه ضباط إساءة الفهم

 

24

كأن المؤرخ علَقَة لازمة

 

25

كأن الروائيين  لعاب أمكنة  يقلد ضجر الشخصيات الذي تتفتق من الذاكرة كبثور

 

26

 كأن العنف عبد وسيّد

 

27

كأن الصحراويين قرأوا عن شجرة التفاح  فأعادوا زرعها في الجنة، جنة حرماناتهم

 

28

كأنكم لا تحتاجون إليّ أنا الذي أسأت لحضوري بينكم عندما حاولت خلخلة أقنعتكم

 

29

كأني أجدول أخطائي عندما أدّعي أني أعرف

 

30

كأن صنّاع المجاز أشباح يلعبون في قطار معطّل على سكة حديد مقطوعة

 

31

كأن جلّ غضبي مصدره المستقبل

 

32

كأن مكوثي في الليل رغبة غريزية غامضة بوطن ما

 

33

كأن الانتحار نص نقدي

 

34

كأن الشرق وآلهاته ألغام فاسدة لا يتوقف الغرب على إصلاحها لتنفجر

 

35

كأن الحرية تلك الفسحات  المفتوحة التي مازلنا نسيئ قياسها

 

36

كأن الرجل امرأة مشوهة

 

37

كأن كل ما أنجزه الفن والأدب والفلسفة عن الإنسان هو خطأ وجود الإنسان

 

38

كأن الخمر  مصنوع من عنب النسيان

 

39

كأن الليل ظل قاتم لقيلولةإلهة منسية

 

40

كأن الواقع خرف المثيولوجيا

 

41

كأن الكرة الأرضية مخطة رب يبّست الشمس جزءاً منها

 

42

كأن الفيزياء قصائد يابسة على الحافات القصية للأمكنة

 

43

كأنك أنجبتِ غيمة في حياة سابقة، لذلك أنا هنا.

 

44

كأن القصيدة بيت، وكل بيت من دون عليّة وقبو مطرح لاستقبال النسيان

 

45

كأني أتعلم كيف أفكّ استقلاليتي عني وأنا أتمشى وحدي

 

46

كأن شغل الفن أن يوسّخ الأشياء ثم يعيد تنظيفها وهكذا

 

47

كأني الابن العاق لنفسي

 

48

كأن مشاعري تجاه العجائز واﻷطفال دليل يثبت أني لست محض رجل نزق

 

49

كأنك عَقْد وقّعه الآخرون عنك

 

50

كأن تلك المرأة استثمار رائع لضياع لا  يُصرف في سوق الرجال

 

51

كأن الغناء أجمله سيئ جميل

 

52

كأنك تكذب كلما سردت روايتك

 

53

كأني خلل معاني الكلمات

 

54

كأنك مدهون بلغة عفنة

 

55

كأن العاطفة تعمل ضد نفسها ، قال مسخ العقل

 

56

كأني عدمك الذي تحبين

 

57

كأن الغرابة هي تلك العادي الذي يجهله العاديون

 

58

كأني أمي الغائبة

 

59

كأني أعرف أني كلما عرفت أكثر أوغلت في المتاهة أبعد

 

60

كأن المصطلحات مسامير صدئة مغروسة في لحم اللغة لتثبيت أعضائها

 

61

كأن جسدي إشارة خاطئة

 

62

كأن  القوميات أحصنة جامحة لكن محنطة في متاحف ستهدمها القبائل

 

63

كأن المتاح وكر فتحته مصادفة لئيمة

 

64

كأن المعجزات حيوية العجز

 

65

كأن  الحب  إعادة اكتشاف  للنار

 

66

كأن  هذه الأوطان المطفأة لاتشعلها سوى الحرائق

 

67

كأن طلقاتك أيها الغيب مقابر عشوائية

 

68

كأن الله اعتاد منفاه، الله الذي يقيم في شهقته

 

69

كأني لا  أريد أن أتعامل معهم كي لا أخونهم. أولئك الذين أعرف أنهم يستحقون الخيانة

 

70

كأني أتعقّب الكلمة في المستقبل كمحقق ومجرم في آن

*****

خاص بأوكسجين


شاعر من سورية مقيم في الولايات المتحدة. صدر له العديد من المجموعات الشعرية منها: "المدينة التي أسكنها بعيداً"" 1989، و""رصيف"" 1992، و""هوامش"" 1995، و""امرأة مرآتها صياد أعزل"" 2004، ""نهايات معطلة"" 2015، ومجموعة قصصية بعنوان ""الأشعث والرجل الضليل"" 1996."