الوردة والنسيان
الليل كلمةٌ عندكِ مثل باقي الكلمات
أنتِ التي توسدتِ صدري وغفوتِ بعد أن خبت النار وابترد الجسد
لكنه الليل الذي ضمّنا في حبٍ محظور
ليلةٌ في مجاز قصيدة العتمة والغدر
تجمع الوردة والرغبة في النسيان
ولكن في حسابات الوفرة والجشع ينتصر النسيان
لا ذنب لنا إن كان اللقاء حصل حينما أمسى الاحتفاء بالثمين النادر رمزاً للتمسك بالماضي والفشل
أنا الذي ولدتُ قبلكِ بأعوام عديدة
ولدّتُ قبل ولادتي بثلاثة بأجيال ولم أتذكّر سوى سيرة التشرّد والألم
لا قيمة للنقود عندي إلا كوسيلة لرشوة الحُرّاس
أريد أن أحتفظ بذاكرة الحب الذي داس بقدميه الصغيرتين على وردة الملائكة
خسارةٌ هي في حسابات الوفرة والجشع
لكنها الخسارة التي علمتني قيمة الحب
إنني كلما رأيتكِ من بعيد
ترتعش الوردة
ويحلّ الفناء.
***
الغريبة
ظننّتُ أنني الغريب
الوطن ذكرى متوارثة من أجيال سابقة
كلمة “منفى” على وثيقة الميلاد وعلى الرسغ موشومة
يوم التقيت بك وجدتني أُقبّلُ الفولاذ البارد للقلب
هي أمارة الموت المُبكّر للأب
خيبة الاكتشاف بأن اللغة لا تحدث
لا تكون
أن الوعدَ لا ضمانة فيه للبقاء حياً حتى اليوم التالي
وأن “أُحبكِ” سكين مؤجلة الاستعمال
أنتِ اليتيمة تلازمين سيرة والدكِ
أنتِ الغريبة
ألا تعرفين بأننا حينما نغلق باب الخيال
نفتح باب القبر؟
*****
خاص بأوكسجين