بأطراف أصابعي أهدهد التبغ المتناثر أمامي فوق الورق.
بين الجدران المتربة والعطنة، رائحة عرق، ودخان سجائر محلية ورخيصة ورديئة الصنع. وحدي أنا من يحس ببرودة الجدران ويختنق برائحتها.
أقرأ قليلا، ثم اكتب أقل، تتسع الحياة أكثر وأشيخ أسرع. تصدق نبوءة وتتحلل نبوءات، استدعي الابتهاج وقتما أشاء، وأعطّل السؤال إلى حين.
أستند بمرفقي على المكتب، سحب دخان السجائر تتشكّل منحوتات هشة تقترب ببطء من سقف الغرفة وتتلاشى.
منحوتة واحدة – كانت تشبه منحوتات جياكوميتي – صمدت أطول، لترتفع ببطء وتتسع حتى استوت إكليلاً، أو مجرد حلقة شفافة من الدخان. تأملتها طويلاً وهي تصنع تاريخاً للحظة، فانزاحت قليلا ًتجاهي، واستقرت فوق رأسي. سرت رعشة خفيفة في، حين ارتفعت قدماي قليلا عن الأرض.
أنظر إلى أعلى، الحلقة مازالت فوق رأسي وقد ازدادت نوراً.
أنظر إلى أسفل، منظر التبغ المحمّص لتوه والجاهز للف، يكفيني تماماً كي أصدق أنني صرت قديساً.
*****
خاص بأوكسجين