أفكرُ بالغرباء هنا.. أسماؤهم المزيفة.. سيرهم المثقوبة في مكامنِ ضعفها.. والمُعَلَّقَةُ على مسامير جهلي..
حواسهم التي تستجيب لأسماءٍ تمنوها..بينما قلوبهم تحمل الحروف التي وُصِموا بها كندوب العار.. كل الشهودِ كانوا على ضلالة..
***
أفكرُ باللغةِ البَغيّة.. مناحِلُ الشهوة الغزيرة المسارب.. والغوايةُ الرابضةُ خلف باب التأويل الموارب..
***
أفكرُ بالأجساد التي حررها اسمٌ مُزيف.. وكأنها تعيشُ حلم يقظةٍ بحياةٍ مؤجلة.. الأجسادُ البكماء المحاصرة في برزخ الارتجاف.. قبل أن تتهجى تفاصيلها على مناجل النشوة..
***
تتهجى تفاصيلها كمذنبٍ وَجِلٍ يبوحُ بخطاياه في غرفة الأسرار.. لا يلبث أن يسقط في بئرِ أنينٍ وحشي، أن التهميني أيتها النشوة الغفورة.. أيتها النشوة التي تُريقُ الشهقة على جراح الغواية..
***
الغوايةُ؛ هلوسةٌ بخمسِ حواسٍ مُتّقِدة كمحارِقٍ على شفيرِ الرماد..
والغوايةُ؛ إدمان المُجازفة بالحياةِ ثم الإحتفاظُ بها مراراً..
والغوايةُ أيضاً؛ سرابٌ مُجفّفٌ كفاكهة.. تَكسِرُ حصار المكان له.. وتمنحُ تعويذةَ الوهمِ للزمن..
***
أفكرُ بالأجساد التي تتهجى تفاصيلها.. بينما النشوةُ كاهنٌ خبيثٌ يَصِمُّ آذانه، ويُغرق مُريديهِ ببحرٍ من الرغبات..
***
اللغةُ ترفٌ فائضٌ.. تشويه للغريزة.. في متجرِ الأنتيكا الكبير هذا.. كلما كنت مزيفاً كلما ارتفعت قيمتك.. قليل من الأمل لنا جميعاً.. هناك من يشتري الخردة أيضاً..
***
أما أنا؛ فأطيلُ التفرّس بوجه خطيئتي.. وأُتقِنُ اقترافها بالقدرِ الذي تُتقِنُ فيهِ غوايتي.. فليوصد الجحيم أبوابه بوجه مُريديه الكسالى.. طالما أن الخطيئة تمدُّ كل هذه الجسور من الحيلةِ نحو الخراب الذي يليقُ بفتنتها..
***
أسمعهُ الآن جيداً.. أنين الرازحين تحت صليلِ الرغبةِ.. يبنون فردوساً من الحرمان..
*****
خاص بأوكسجين