عن اللجوء
العدد 181 | 24 تشرين الأول 2015
معتز دغيم


تشعر هنا أنك آلة

وأنك تقابل آلات أيضاً

وصديقك الذي يسكن في قرية مجاورة لا تراه إلا في المناسبات. قد تضطر إلى السكن مع رجل تافه وغليظ 

يستمع إلى أغان مغنوها أنفسهم لايسمعونها، أو مع  أحد ما سكير ومهجور ومصاب ببكاء لا إرادي ونوبات هيستيرية

 قد يخطئ باسمك كمن يراك للمرة الأولى وتحتاج إلى إعادته تسع مرات حتى يلفظه بالشكل الصحيح !

 -هيه… أيها الفتى الأحمق 

-أهلا أيتها العجوز! من حسن الحظ أنك لم تموتي حتى الآن..

-إلى أين أنت ذاهب؟

-إلى المدينة 

-لا تتعب نفسك، لن تنظر إليك الفتيات فأنت مهاجر وفقير

-ماذا عندك يوم 27 شباط في العام 2201؟

-لدي موعد مع مصفف الشعر

-حسنا استمتعي بذلك هذا إن بقيت على قيد الحياة بعد ساعة من الآن

أمضي بينما تلاحقني شتائم جارتي العجوز العنصرية، في القرية الصغيرة حيث أعيش، في القرية التي عدد سكانها أقل من عدد أصدقائي على الفيس بوك 

/

هيمنت المحققة الجلفة على أحلامي فترة طويلة: مرة أراها شرطية تركض خلفي وفي يدها عصا كهربائية، ومرة أراني مصلوبا على لوح خشبي وهي تدق مسامير في قدمي، وفي آخر مرة رأيتها فيها كانت ترتدي ثياب جراح وتقوم بإخراج أحشائي وتضعها في أكياس! وحين سألتها ماذا ستفعلين بها؟ 

قالت :سأرسلها للفحص البوليسي !!

/

بينما كنت أتابع على التلفاز أخبار القصف والدمار وآخر احصائيات القتلى في بلدي ..كانت سيارة الإسعاف على مدخل العمارة تنقل كلب جارتنا المصاب بالإنفلونزا!!

/

بما أنهم كانوا هنا قبلنا وأرض ميعادهم أصبحت أرض ميعادنا؟

فهل سيكون لنا من “هولوكوست”؟

/

وهبت شحاذة مالاً.

سألتني : من أين أنت؟

فأجبتها : فلسطيني من سوريا 

فبكت وأعادت المال إلي

قالت: هل تحتاج شيئا ؟!

_________________________________

مسرحي وكاتب من سورية

*****

خاص بأوكسجين