ندم
بخطى غير مرئية،
يتعقبني.
بالوجوه الثلاثة:
واش، وكلب، وسائق حافلة.
.
مرّ عامان.
أصغي إلى صوت نفسي،
فأسمع أنفاسه في مخيلتي.
.
آه، عامان.
صار له سالفان طويلان،
نظارة،
وطباع محددة.
.
بعض عاداته:
أدخل البار،
يلقي على مقعد فيه معطفه الجلد
ذا العنق المستقيمة، مثل الجرار
.
وأشعل سيجارة،
فيحدق بي من خلال الدخان
بعينين ثابتتين.
.
وفيما تشعين صامتة في الظلال،
يظلل روحي سحاب
بعيد
فينهمر الماء من نظرتي.
.
في الصباح
أرى جسدي في السرير
ولا أتذكر من أمس شيئا..
إلى أن أرى سالفيه الطويلين،
أو
يتعجل خطوي صدى وقح،
يتعالى فترتج منه النوافذ:
طووووط… طوووووووط.. طوووط
***
العظاءة
كما لو تأكّد بطنيَ،
أو جُردت قدمايَ من المشيِ،
أرسلُ نفسيَ أبعدَ
أبعدَ
حتى أرى الليل مختبئًا
في النهايات.
.
عما قليل،
سألقي مخيلتي بين أشياءَ أخرى
وأضحكُ ملء فمي من نفاد صلاحية الكلماتِ
ستدفع أغنيتي الريحُ أعلى،
فأعلى.
ولن يتذكرني أحد.
.
لا الندوب العميقة في الظهر
لا أنت.
لا أحد.
.
يا له من مصيرٍ!
أنا قطعة تتلوى..
على بعد مترين مني تنزّ الظهيرةُ، لاعقة جسمها.
*****
خاص بأوكسجين