سأجد فراغاً كافياً للسهر
العدد 245 | 08 تموز 2019
الكيلاني عون


غداً ستأتي الطيور وتأكل عينيه

كان لديَّ وقتٌ كثير لا أعرف أين أضعه

شقوق الحائط امتلأت تماماً

الخزانة الصينية والأدراج

تحت السرير وفوق طاولة الرسم

حتى زجاجات الماء الفارغة والصحون القديمة

لم يعد هناك مكان

لمزيد من هذا الوقت؛

حملتُ الباقي إلى الحديقة

غداً ستأتي الطيور وتأكل عينيه 

غداً سأحمل المزيد من الصناديق

لوقتٍ آخر

لأيِّ شيء أيضاً

يتكاثر دون وجودكِ معي

 

عامل إطارات

أنا عامل إطارات

إذا خذلتكم العربةُ في منتصف الرحلة

ستحبّون رؤية ابتسامتي

ستبحثون عني قبل كفن الحقيقة النائية

الرابضة كالقط الجائع بعين المسافة

قبل غواية المتاه وتراب خيمته الشريد

وتجلسون على ذات الحجارة

حيث جلسَ ناسٌ وصلوا

وناس ما زالوا يتحيّنون اكتمال وجوههم

لرؤية شيء جدير

بالذهاب إليه

 

ربما لن يراك أحد آخر

صباحٌ بارد

موسيقى عظامه المرتعدة

تبحث عن غطاء

غطاء تكمل به النظرَ القليل

إلى العابرين المغسولين ببقيَّة الصمت

منذ البارحة؛

خذ هذه القهوة أيها الصباح

هذه المظلة

وهذه الأغنية التي لم أُفكِّر بها طويلاً

وأنا أحدِّق كطفلٍ

إلى صورة لا موجودة

ليوم بعيد

لم يعد له مكان سوى برأسي

خذ هذا المعطف أيضاً

ربما ستمضي كثيراً بلا جدوى

ربما لن يراك أحد آخر.

*****

خاص بأوكسجين


شاعر وتشكيلي من ليبيا. صدر له: "لهذا النوم بهيئة صيد ""، و""شائعة الفكاهة""."