دوامة المهابل النافعة
العدد 272 | 29 تموز 2022
طارق عباس زبارة


ها أنتِ تقفين في وسط الوليمة كالدمية البلهاء، مصبغة الوجه، مصففة الشعر. تضعين ابتسامة ساذجة على وجهك الطفولي. تلبسين رداء فُصّل خصيصاً لمحاولة إظهار أنوثة لم تظهر بعد. المهابل الأخرى؛ الأكبر سناً؛ تزغرد وتغني، وأنتِ تنتظرين فض بكارتك، لتكوني مثلهن: مهبلاً محدد الملكية. وفي الغرفة المجاورة، يجلس أبوك؛ القواد الشرعي؛ فخوراً بصفقته. باع بكارتك بنجاح في المزاد، وأهدى معها الروح لمالكك الجديد. وعندما ترددتِ، لوّح بالكتاب العتيق، الذي لا تفهمين محتواه، فوافقتِ. ومالكك الجديد يبتسم لقوادك الشرعي، فرحاً بغنيمته الجديدة: المهبل الرابع. مالكك الجديد ذو خبرة في فض البكارات، في الاغتصاب الشرعي.

وبعد انتهاء الوليمة سيدخل في أحشائك. ستتألمين كثيراً. ولكنك لن تصرخي. وإن صرختِ؛ سيلوحون لك بالكتاب العتيق، فتسكتين. ستتحملين آلامك صامتة. وبعد ثلاثة أشهر ستبدأين بالتقيؤ صباحاً، وقت الظهيرة وفي المساء. ستكبر بطنك. ستحملين فيها أثقالا تزيد كل يوم. وفي يوم ما، ستشعرين بألم لا يطاق: وكأن كل آلام الأشهر الماضية قد توحدت مرة أخرى في رحمك. ستعصرين جسمك النحيل الصغير لساعات لتخرج كتلة لحم صغيرة من مهبلك. سيضعون الكتلة بين ذراعيك وسيقولون لك: أحسنتِ! فقد اكتملتِ، صرتِ مهبلاً نافعاً. الكتلة ليست مهبلاً تافهاً مثلك. ستسهرين الليالي على كتلة اللحم الصغيرة لتطعميها وتكسيها. ستنظفينها من الخراء والبول. ومالكك سيدوّن اسم الكتلة ضمن ممتلكاته. ستكبر الكتلة، وستفصلينها عن المهابل الأخرى. سيلوح مالكك بالكتاب العتيق كي تتقني فصله عن المهابل الأخرى. كي لا يعرف شيئاً عن المهابل. كي يصير مغتصباً بارعاً مثل أبيه. ستكبر الكتلة، ستطلب أن تعرف كل شيء عن المهابل. ستوبخينها. سيضربها أبوها، سيلوح بالكتاب العتيق أمامها، ستسكت الكتلة، ستكف عن السؤال، ستشتاق إلى المهبل حتى يكاد أن ينقطع تفكيرها. ستبحث عن المهبل في كل مكان وفي كل زمان. وعندما يصبح هذا الشوق لا يطاق، سيقدم مالكك أسخى العروض في سوق البكارات. سيشتري مهبلاً طازجاً مناسبا كي تمتلكه كتلتك التي كبرت. وأنتِ ستقومين باختيار البضاعة المناسبة. وبعد قليل، ستقام وليمة أخرى، وستقف في وسطها بنت أخرى كالدمية البلهاء، تضع ابتسامة ساذجة على وجهها الطفولي، مصبغة الوجه، مصففة الشعر، في رداء فُصِّل خصيصاً لمحاولة إظهار أنوثة لم تظهر بعد.

*****

خاص بأوكسجين


كاتب من اليمن مقيم في ألمانيا.