أستطيعُ كتابةَ الكثيرِ الكثير..
عن الليمونِ اللاذعِ في دمي
عن “أذن فان غوخ” المقطوعة
عن حزن صاحبة “مشنقة قوس قزح”
عن سروتي الحافية
وغمازتي التي سقطت في الطريق
عن عدد المرات التي فكرتَ فيها بالتخلص مني..
كم مرة فكرت مثلاً بتسديد لكمة ٍ إلى أنفي؟
بزجي في فرن الغاز..
وركل ِ مؤخرتي برجلكَ الكبيرة؟
بكتمِ اللاء وهي تخرجُ وقحةَ من بين ساقيّ ؟
بإغراقِ ساعة يدي القديمة في الحوض؟
كم مرة فكرتَ بالتخلص مني وتدخين سيجارة فوق جثتي؟
بحزِّ نحري بنجمةِ بحرٍ عمياء ويائسة؟
بسحبِ لساني وتنظيف حنجرتي من كل الأغاني التي لا تعرفها؟
بإغلاق الأبواب والنوافذ على أصابعي..
ووهب النحلِ مهمةَ لسعي حتى الموت؟
كم مرة أردتني حبيبةً وعاهرةً وقتيلة؟
لستَ “هيوز”..
أعرفُ
كما وأنني لستُ “سيلفيا”
لكن شيئاً ما تحت ضلعي ينبئني بأني سأموتُ عبثاً..
من دون موسيقا
كما أحببتُ أن أعيشَ
وكما لم تحب..
أستطيعُ كتابةَ الكثيرِ الكثير
عن “تروبادور” يحمل جيتاراً ويغني
فيُقصفُ بالبيضِ والشتائم
عن عجلات القطار التي لم تعد تخيفني كما صفّارته
أن أقطعَ الفطرَ السام من حديقتي
وأقدمهُ لي كوجبةٍ أخيرة
أستطيع كتابة الكثيرِ الكثير
لكنني كلّما بحثتُ عن يدي
أفزعتني خمس قطرات حمراء على الأرض..
وإبرة ..
_______________________________
شاعرة من فلسطين
الصورة من رسوم المخرج الإيطالي فيدريكو فيلليني (1920 – 1993) ولها أن تكون رسوماً أولية لشخصيات أفلامه متسائلاً ” لماذا أرسم شخصيات أفلامي؟ لما أدوّن ملاحظات غرافيكية عن وجوههم، أنوفهم، شواربهم، ربطات عنقهم، حقائبهم.. هي طريقتي ربما لأبدأ بمشاهدة الفيلم وجهاً لوجه، لأرى من أي نوع هو، محاولاً ترميم شيء مهما كان صغيراُ وصولاً إلى حدود العدم، لكن ذلك يبدو لي شيئاً يمكن فعله مع الفيلم، ليبدأ حديثه معي في الخفاء”.
*****
خاص بأوكسجين