في المكالمة الهاتفية من زوجتي.
إنها جائعة، إنها حامل،
لقد ركلها شخص ما
في بطنها – علينا أن نفعل شيئاً.
أقول ’نعم‘ ولكن الردّ
الذي أبقيه في نفسي،
ليس علينا أن نفعل شيئاً لعيناً.
كلب. أنا أتحدث عن كلب
ولولا ذلك لغادرتُ ولو تضورتُ جوعاً.
ومع أن خمس سنوات قد مضتْ على ذلك،
إلا أنني أحب أنثى الحيوان تلك التي تُدعى لوسي،
أكثر مما يسعني أن أحب معظم الناس.
*
صبي يردد أسماء كلبه تليها خمس قطط
بعد كلبتنا لوسي. الولد أخي
الذي وُلد في مسقط رأس هنري فورد،
ويعيش الآن في لبنان،
الذي أسماه الإغريق فينيقيا،
وحاولوا لكنهم فشلوا
في إخضاعه أسوةً بالمصريين
والحثيين، والآشوريين، والبابليين،
والإسكندر الأكبر، والرومان، والعرب،
والصليبيين، والأتراك، والبريطانيين،
والفرنسيين، والإسرائيليين.
هناك بنى والدي منزلاً
من الأموال التي جناها في ديترويت
حين كان سمّاناً، ومن أموال الضمان الاجتماعي.
وهناك أيضاً وُلدتْ
الأبجدية الأولى، وبُنيت أول كلية للحقوق،
وكانت أول معجزة ليسوع –
وكذلك الماء والنبيذ.
*
في اليوم الأول
تتساقط القنابل ويفرون
ويطلب الصبيُّ
العودة من أجل الكلبة لوسي،
وأما القطط،
فتستطيع تدبُّرَ أمرها.
ها قد مضى أسبوع واحد وهم
يتساءلون من يطعمها،
ومن يملأ أوعية الماء.
تفكر الأم بصوت عال،
ربما الجيران.
يقول الأب بسخط: الجيران-
أيّ جيران؟ لقد رحلوا.
تقول الأم مشدوهة:
ماذا تقصد بـ رحلوا؟
بعد شهر ينسى الجميع
أو يكفّون عن التحدث عن
الحيوانات. وأثناء وقف إطلاق النار
يقود والدي سيارته باتجاه الجنوب
في رحلة ثلاثين دقيقة استمرتْ
ست ساعات- حطام فوق الحطام
تكوَّم على الطرقات، على ما تبقى
من الطرقات. المشهد
رمادي برمّته، كارثي برمّته
يسأل أحد المارة
كم تبعد بلدته، فيقول له:
أنت فيها.
*
وجد والدي ثلاث قطط
تخرّقت بالرصاص، وواحدة مقطوعة الرأس.
والكلبة قرب المرآب،
حيث كانت تحتمي من وابل القصف،
وجذعها مثنيّ من المنتصف
مثل اللحم على خشبة الجزّار، وقد نهشتْ
أحشاءها كلاب أخرى
تقتات من الشوارع.
انظروا. إنها حيوانات.
ما يعني أن هناك بشراً أيضاً.
وأنا لم أبدأ حتى في إخباركم
ماذا فعلوا بهم.
——————————
القصائد من كتاب “المحيط تحت المخدة – قصائد لـ 15 شاعراً أميركياً من أصل عربي” الصادر أخيراً عن دار “خطوط وظلال” في عمّان.
*****
خاص بأوكسجين
شاعر أميركي عربي ولد عام 1972 في ديترويت لأبوين هاجرا من لبنان. من مجموعاته الشعرية: "يوميات الكيميائي"" 2001، و""حزن الآخرين"" 2006، و""شيء مشؤوم"" 2016."
