حياةٌ رتيبة
لستُ ابنَ إله
ولا صيّاداً
ولم أنشأ في أحضان مياهٍ جرتْ، وما أوقفها حجر.
لم أصدّ مُحباً
وما صنعتُ من زهر المودّةِ إكليلاً
لم أكسر قلب الصدى
وما ملأتُ الفراغَ.
لا ألفتُ لحظَ الجميلةِ على الربوة
ولا طرفَ المشغولةِ بهاتفِها
لا أقطع المروجَ الخضراء، مُدندناً بالرعويّات من أناشيدي
– أمرُّ بأحسن الأحوال على طرق من أسفلت –
والطريق المؤدي الى العمل روتينيٌّ، لا أضلُّهُ
ولا أحتاج التيه عن صحبي لأكون وحيداً
يكفي أن أُغمِضَ عينيَّ
لتكون جدارا.
فلماذا، إذن، أُسحَرُ بالصورة المعكوسة عن زجاج السيارات
وأطيل التحديق بالراكدِ من مياه الأمطار؟
حتى لو كان نبياً!
إلى أي خطأ
أسرت بالنبي، تلك الأغنية؟
وصبت الآنُك في أذنه!
إلى أي ماضٍ
أبرق به هذا الكأس؟
وأي حزنٍ
غرزت به رجلاه؟
أي لا جدوى
قطفها من سدرة المنتهى؟
لا بُد أن كل شقي يرتوي من نهر الخبال
حتى لو كان نبيا!
بطاقة قرب جثمان
أيها الانتظار
تقدست أسماؤك الحبلى
بكلّ ما لا يأتي..
امنحني موتًا سريعًا..
ولا تصلبني على جداريات فيسبوك
ولا تذر رمادي في ستوريات الانستغرام
ولا تجعلني غصةً في تغريدات تويتر
أودِع جمرة الحزن عندي
في الصدور القليلة التي تحبني
الصدور التي يخالطُ زفيرها اسمي
لا تحملني بنعش من رياء..
واجعل لحمي من نسيان..
لا ترجعني إلى البيت
ولا تبلل مثواي بالدموع…
أيها الجحيم الذي لا بد منه
جل ثناؤك
امنحني القدرة على الصفح
كما منحتني الحب
وامنحني خفة العبور
العبور إلى النسيانِ
دون أن توقفَ قميصي
مساميرُهم
ولا نداءاتهم.
****
خاص بأوكسجين