وبالباقي علكة
ذات يومٍ
سنشتري الأيام من الصيدليات،
والحوانيت الصغيرة على الطرق السريعة
في عبوات صغيرة، سهلة الفتح
أسبوع،
أسبوعان،
شهر على الأكثر (للحجم العائلي)
لأوقات صاخبة، وحزينة، ومريعة، وصامتة.
لن يشتري الأغنياء المدينة بكل محلاتها
كما خمنتم
لا يوجد إقبال كبير
كما قد تتوقعون
سيكون الناس قد ملّوا الحياة
وفضلوا الذهاب إلى الأسواق السفلية وعيادات الإجهاض
للتخلص من أيامهم الباقية
أو مقايضتها جميعاً
بعود كبريت
أو لحظة واحدة حقيقية
ذات يوم..
ستكون هناك صيدليات مغلقة،
حوانيت صغيرة مهجورة
على الطرق السريعة،
ذئاب تعوي
ولا شيء آخر.
*
“كلمة حلوة، وكلمتين”
لو عشتُ في السبعينات
لتزوجتُ داليدا
أنتظرها في المطار
ثم أخطفها إلى غرفة نائية في شبرا
غرفة وحيدة بلا أبواب ولا نوافذ
ندخلها من السقف، ثم أبنيه فوقنا
وأقول لها: غنّي
فتغني، حتى تطير الغرفة مثل بالون
تغني حتى تتحول الحيطان لبلّور كاشف
تغني حتى تتجاوز الغرفة الأرض
فتصمت
وأصمت
نضع أيدينا على الجدران الزجاجية
نتأمل في انبهار
ملايين النجوم في الخارج
تحملق فينا
ولا نعرف ما الخطوة المقبلة.
قصة الحضارة
اسمي ويل ديورانت الثاني
الأول كاذب بالمناسبة،
خنقته الحقيقة فمات
فلا حضارة ولا يحزنون
هناك دماء على النافذة منذ الصباح
لن أمسحها
حتى لا أعطي مبرراً للتاريخ أن يعيد نفسه.
ثمة فئران تمرح في البلكونة
لن أربي قطة
حتى لا تحدث مذبحة جديدة.
يوجد عش نمل في طريقي للمطبخ
لن أهدم حضارة قديمة
لأوسّع مكاناً لقدمي.
حذائي الأيمن بجوار شقيقه الأيسر
أمام الباب
كمدينتين قديمتين
تطلان على النهر
قدماي تخرجان منهما
كبرجين شاهقين يتجولان في الشقة
بحثاً عن أين تركت مفاتيح العالم.
_____________________________
قصائد من ديوان “جحيم” ـ قيد الإصدار
*****
خاص بأوكسجين