ابتِعاد
تحلّقُ بعيداً
عن العشّ؛
طيورُ الزّرزُور
الجائعة،
نحو كُروم
التّـين.
العنكبوت
أتذكّرُها
داخل فُستانها البَيتي
الذي طالما تخيلتهُ مصنوعاً من جناحَي فراشةٍ:
أمّي
وهي تمدّ ذراعيْها
لتنشرَ الغسيل.
تعالي
يا أمّي
وانشري الغسيل؛
انشري ولا تبالي،
فالحنين يأتي
على شكل حبلِ غسيلٍ:
يتوسّط الحوش،
ينتظركِ
كالثياب المُبللة.
انشري الغسيل يا أمّي
ولا تبالي بزخّات المطر،
فربّما لن يأتي.
علّقي:
قمصاني التي أضعتُ،
سراويلي الهاربة،
خيوطي الواهِنة؛
وغنّي لي،
الأغاني التي أحبّ.
وها هي أطرافي الثمانية؛
علّقي عليها الثياب المبللة
بالحنين،
واجمعيها
عندما يحلّ المساء،
بدلاً
من الثّياب الجافة.
تعالي
يا أمّي..
ولا تُبالي.
رقصةُ طائر اللقلق
في الشّارع المؤدّي إلى
منزل صديقي؛
تحرّكُ الريحُ:
المروحة المتّصِلة
بالوِحْدة الخارجيّة لمُكيّف الهواء؛
أوراق الأشجار الصفراء والمتيبسة
تُحركها أيضاً،
فتعبر الممرات الضيقة
وتتقافز
لتصل إلى الحي المجاور؛
الرأس فوق الظهر
الفمُ يصفّق،
الخريف كان الأغنية.
يتّخذ الهواء لون النحاس،
ومن خلال نافذة الصّالون
يمكنك رؤية
الخريف يافعاً،
في كامل قوامه
وهو يلهو
بجناحي لقلقٍ:
يعودُ متعباً
إلى العشّ.
من خلال أبواب المَحلات الزّجاجِية
وأسطُح البُيوت المكوّنة مِن طابقيْن،
عبر الزجاج الأمامي للسّياراتِ المُسرِعة،
نوافذِ الباصات المتوجهة إلى وسطِ المدينة
ومَرايا الدّراجاتِ النّارية العاكسَة،
دائما ما كان مُمكناً رؤية
طائرِ لقلق،
يتحرك داخل عشّه.
الرأسُ فوق الظّهر؛
الفمُ يُصفّق،
الخريف:
كان الأغنية.
*****
خاص بأوكسجين