وحشٌ بحجم راحة اليد
الخوف وحش أليفٌ ينام في فراشي كل ليلة وهو يهز ذيله على شخيري
أشعر به إذ يقرر النوم في نومي حيث يدخل بين
جلدي وعظمي
ويحشرج بصوته
لكنني عندما أستيقظ أجده قد أكل لحافي كاملًا
أستيقظ بردان أرتجف
يخرج مني إذ ينزعج من ارتجافي
ينظر إليَّ ويلحس أرنبة أنفي؛
أفهم كلامه من ملامحه البريئةِ “أنا من تراب مثلكَ، البدائيُّ والأصل والمنتهى. ولدتُ يومَ ولدتَ. دمي مشيمتك، لماذا ترتجف؟ أنا عادي ككل العاديين. أمك تخاف عليك فأشم خصيتيك وتخاف أنتَ على نفسكَ. أبوك يخاف على الرزق فألعبُ في عدّاد الحساب وتخافُ أنتَ على زوجة روحك من الفقر. الحبيبة تخاف من الفراق فأخمش حرير الحب بمخالبي وتخاف أنتَ من الهجران؛ لماذا تخاف إذن؟”
ثم يدخل تحت إبطي ويكمل نومه مرتاحًا وأنا أتقلب
لا على جمرٍ، بل على بَرَدٍ من المخاوف؛ وحين أقرر
الوقوف أقف في كل مرة بثقل في صدري يجعلني
لا أمشي إلا بانحناءٍ فأسقط وأنام من تعبي.
عندما استيقظت اليوم فهمت سبب الثقل في صدري
لقد كان البدائي الأليف يأكل كل ليلة قطعة من قلبي
يتناقص القلب فيزداد الثقل
والخطى مسامير في الأرض!
بخدودهم يمسحون إست الدَّهر
لا ينفعون لشيء اللهم للبكاء واقفين
ولذا عندما برز من بينهم ذكيٌّ اقترح عليهم الجلوس عند البكاء
حدُّهم المراهقات والبغايا
وما أكل السبع من الميتافيزيقا
متصوفةٌ مشبوقون بلا ملائكة
لا يقيمون الصلاة إلا في الخريفِ
وهي صلاة صامتة؛
إنهم الشعراءُ
ليسوا أهلًا للبيوتِ
ولا هم ذئاب البراري
يرقِّصهم الجازُ وتلوّعهم أم كلثوم
ولا يفهمون منَ الأرض إلا الطبيعة بوصفها اللون الخارجيَّ
هائمون في مدن ناطحات السحاب
يبحثون فيها عن الطريق إلى الوديان القديمة
غير مدركين أن كل الطرق الآن لا تؤدي إلا إلى وول ستريت
يفهمون من التاريخ تشي غيفارا لأنهم ضعفاء
ويحبون من السياسة لينين بسبب الخصاء الحكوميِّ
عندما يتقدمون للزواج من امرأة يقدمون المهور من أفواههم
أصواتًا مبلولة بلُعاب لزج
لكلامهم رائحة الرماد
وأغنياتهم لم تعد تُؤكل عيشًا ولا حافيًا حتى
يرنحون رؤوسهم في ليالي البدر ويقولون الكرة الأرضية تترنح
ثم يقهقهون باكين
يتمنون النيزكَ
ويستمنون على طوفان نوح
لكنهم
في النهاية
موجودون لحكمة ما
قد تكون من أجل الذي كل شيء موجود لأجلهِ:
الدهر!
*****
خاص بأوكسجين