النباتية 1/ 2
العدد 194 | 07 تموز 2016
هان كانغ


كنت دائماً أرى زوجتي متميزة جداً على جميع الأصعدة، وذلك قبل أن تتحول إلى نباتية. بصراحة، لم أكن منجذباً إليها حينما قابلتها أول مرة؛ معتدلة القوام، شعرها متوسط الطول، ذات بشرة هزيلة معتلة، وفي عظام وجنتيها بعض بروز، و قد أخبرني مظهرها الخجول الشاحب هذا بما احتجتُ معرفته. وحينما دنتْ من طاولتي حيث كنت أنتظر، لم أستطع ألاّ ألحظ حذاءها الأسود؛ كان أبسط حذاء أسود يمكن تصوّره، أما مشيتها فلم تكن سريعةً ولا بطيئةً، لا حثيثة ًولا متبخترة . 

على أي حال، لم يكن هناك أي انجذاب خاص بيننا، ولا صوارف تفرض نفسها علينا، و بالتالي لم يكن هناك سبب يمنعنا نحن الاثنين من الزواج. الشخصية السلبية لهذه المرأة -و التي لم أستطع أن ألمس بها نضارة أو جاذبية أو أي شيء مثير بشكل خاص- كانت مثالية جداً لي. فلم أكن بحاجة لاصطناع الميول الثقافية لأكسبها، ولا القلق من احتمالية مقارنتها لي مع الرجال المتهندمين في “كاتالوجات” الأزياء، ولم يكن يستفزها إن حدث وتأخرت على لقاء من لقاءاتنا. كرشي الذي بدأ يبرز في منتصف عقدي الثاني، ساقاي وزنداي النحيلان اللذان صمدا في وجه جهودي المضنية لإكسابها وزناً، عقدة النقص تجاه حجم عضوي الذكري- كل هذه الأمور لم تمنعني من أن أكون مستكيناً مرتاح البال مستبعداً القلق وفقاً لحسابات هذه المرأة.

 

دائماً ما كنت أميل لأواسط الأمور في الحياة. ففي المدرسة، اخترت أن أتزعم من يصغرونني بعامين أو ثلاثة، وهذا ما أعطاني الفرصة للتصرف كقائد أكثر مما لو كنت بين أقراني. وبعد أن تقدمت في العمر اخترت الكلية التي أرغب بالدراسة فيها بناء على فرصة الحصول على منحة منها، كافية لتلبية احتياجاتي. وفي نهاية المطاف، استقر أمري على وظيفة توفر لي دخلاً شهرياً كريماً مقابل القيام بالمهام المناطة بي بجدية في شركة أوحى حجمها الصغير بأنهم سيثمّنون عالياً مهاراتي العادية.

ولهذا، بدا من البديهي أنني سأتزوج من أكثر امرأة عادية في العالم، حيث أن النساء الجميلات الذكيات المثيرات على نحو مدهش و بنات الأثرياء لم يقدمن لي سوى التنغيص المنظم بدقة لوجودي. وتماشيا مع توقعاتي، فقد كانت هي الزوجة العادية التي تنجز الأمور بلا عبثية مقيتة. تستيقظ كل صباح تمام الساعة السادسة لتحضير الأرز والحساء، والقليل من الأسماك في أغلب الأحيان.

ساهمت زوجتي وهي في مقتبل العمر في دخل أسرتها من خلال وظيفة غريبة مؤقتة. وحصلت في النهاية، على وظيفة مدرب مساعد في كلية تصاميم الكمبيوتر بعد أن درستْ فيها مدة عام، وتم التعاقد معها من قبل مؤسسة نشر مجلات هزلية للعمل على صياغة الكلمات لبالونات الحوار، وكان بإمكانها القيام بذلك من المنزل.

كانت قليلة الكلام، ومن النادر أن تطلب أي شيء، ومهما تأخرت في عودتي إلى المنزل، فإنها لا تثير أبداً ضجة حول هذا الأمر. حتى وعندما تتزامن أيام عطلنا، فإنه لم يحدث أن اقترحت عليها الخروج لمكان ما معاً. و عندما أقضي ظهيرتي و جهاز تحكم التلفاز بيدي، تبقى منعزلةً في غرفتها. تمضي غالباً وقتها بالقراءة والتي -عملياً- هي هوايتها الوحيدة. و لسبب ما، كانت القراءة شيئاً يمكنها الغوص فيه؛ قراءة الكتب الكئيبة التي لم أجرؤ حتى على حمل نفسي لإلقاء نظرة داخل أغلفتها. فقط في أوقات الوجبات، ستفتح الباب وتخرج بصمت لتحضّر الطعام. إن هذا النوع من الزوجات ونمط العيش ذاك يدلان بالتأكيد على أنه من غير الوارد أن تكون أيامي محفّزة. ومن ناحية أخرى، فإنني لو تزوجت ممن لا تتوقف هواتفهن عن الرنين طوال اليوم وهن يتحدثن مع أصدقاء أو زملاء عمل، أو اللاتي يؤدي تذّمرْهن الدائم من أزواجهن إلى صراخ لا ينتهي، فإنني سأكون ممن يشعرون بالامتنان حين تغادر زوجاتهم البيت.

الأمر الوحيد الذي جعل زوجتي مختلفة هو أنها لم تحب ارتداء حمالة الصدر. حدث عندما كنت شاباً بالكاد فارق مراهقته أن وضعت يدي على ظهرها في أحد أيام مواعداتنا لأكتشف عدم وجود حبل حمالة الصدر تحت سترتها، وما إن فهمت ما يعنيه هذا، حتى تهيّجت. وأمضيت دقيقة أو اثنتين أنظر إليها بشكل مختلف، محاولاً دراسة موقفها وما إذا كانت تحاول إخباري شيئاً ما. وخرجتُ من دراساتي تلك بأنها في الحقيقة لم تكن تحاول إرسال أي إشارة إلي. وما دامت بعيدة عن ذلك، فما هذا إذن؟ هل هو كسل أم عدم اكتراث؟ لم أستطع فهم ذلك. وهي للحقيقة لم تكن تحتكم على نهدين يليق شكلهما بأن يظهرا من دون “سوتيان”. كنت سأفضل أن تتجول مرتديةً واحدة ذات حشوة غليظة حتى أحفظ ماء وجهي أمام أصدقائي. 

 

حتى في الصيف حين أتمكن من اقناعها بأن ترتدي واحدة لبعض الوقت، فإنها تتحملها بشق الأنفس لدقيقة بعد مغادرتنا المنزل ثم تفتح مشبكها، فيبدو المشبك المحلول واضحاً تحت سترتها الرقيقة فاتحة اللون، لكنها لم تكن لتكترث. حاولت تأنيبها وتعليمها بأن تكسو صدرها بصدرية بدلاً من حمالة الصدر في ذلك الحر القائظ. وقد بذلت جهداً من أجل تبرير موقفها بالزعم بأنه من الصعب عليها تحمّل لبس الصدرية لأنها تعصر صدرها وأنني لم أختبر هذا من قبل و لهذا لا يمكنني استيعاب الضيق الذي تتسبب به لها. على كلٍّ، بدأت تساورني الشكوك حول حساسيتها المفرطة نظراً لمعرفتي الأكيدة بأن هناك الكثير من النساء -على النقيض منها- ليس لديهن أي شيء ضد حمالات الصدر.

 

لقد سارت حياتنا الزوجية بسلاسة في كل الجوانب الأخرى. كنا على وشك بلوغ السنة الخامسة من الزواج، وبما أننا لا نحب بعضنا بجنون، فقد كنا قادين على تجنب الوقوع في الإرهاق و الملل وما يحول الحياة الزوجية إلى كارثة. الشيء الوحيد كان -لأننا كنا قد قررنا تأجيل الإنجاب حتى نتدبر امتلاك منزل خاص، و الذي لم يحدث قبل الخريف الماضي- تساؤلي في بعض الأحيان ما إذا سيأتي اليوم الذي أسمع به صوت مطمئن لتمتمة طفل بكلمة “بابا”، وهو يشير إلي، إلى أن وصلت ذلك اليوم في فبراير الماضي، عندما صادفت زوجتي فجراً واقفةً في المطبخ بملابس نومها، ولم يتبادر إلى ذهني يوماً بأن يطرأ على حياتنا معاً مثل هذا التغير المرعب:

“لم أنت واقفة هنا؟ ماذا تفعلين؟”

كنت على وشك إضاءة أنوار الحمام عندما تجمّدتُ فجأةً. وكانت الساعة حوالي الرابعة فجراً وقد أيقظني عطش شديد جراء قنينة ونصف القنينة من “السوجو” تجرعتها على العشاء، ما يعني حاجتي لوقت أطول لاستجمع نفسي.

“مرحبا؟ سألتك ماذا تفعلين؟”

كان الجو بارداً لكن نظرات زوجتي كانت أشد برودة، طار خدر الكحول من رأسي. كانت منتصبة بلا حراك أمام الثلاجة و قد غاص وجهها في الظلام فلم أتبين تعابيره، لكن كل الخيارات المحتملة دفعتني للخوف. كان شعرها الأسود الكثيف منفوشاً مشعّثاً و يكسو جسدها قميص نومها الأبيض الطويل المعتاد.

 

في مثل هكذا ليلة، عادة ما ترتدي “روب خفيف” على عجل و تبحث عن نعالها الإسفنجية. كم مضى عليها وهي متسمّرة هكذا حافية القدمين في قميصها الصيفي الرقيق وكأنها ذاهلة تماماً عن استجوابي المتكرر لها؟ كان وجهها مشيحاً عني، وتقف جامدة على نحو غير طبيعي ما جعلها تبدو كشبحٍ يقف على الأرض صامتاً.

ماذا هناك؟ إن لم تكن تسمعني فلا بد أنها كانت تمشي في نومها؟

مشيتُ نحوها رافعاً عنقي محاولاً النظر إلى وجهها:

“لم تقفين هناك هكذا؟ ماذا هناك؟…”

ذُهلت من عدم استجابتها عندما وضعت يدي على كتفها. ولم يساورني أدنى شك بأنني كنت واعياً و أن كل هذا كان بالفعل يحدث؛ واعياً تماماً لكل شيء فعلته منذ خروجي من غرفة المعيشة، وسؤالي لها عما تفعله، وتوجهي نحوها. كانت هي من تقف هناك من دون أدنى استجابة، كما لو أنها تائهة في عالمها الخاص. كانت شبيهة بالأحيان النادرة التي لا تنتبه فيها لوصولي البيت وهي مستغرقة في مشاهدة دراما آخر الليل. لكن ما الذي يمكن أن يسرق انتباهها في الوميض الخافت لباب الثلاجة الأبيض في المطبخ كالح السواد عند الساعة الرابعة فجراً.

“مرحبا!”

طالعني “بروفيلها” رويداً رويداً في العتمة. لمحتُ عينيها، بارقة وليس بمحمومة، بينما انفرجت شفتاها على مهل:

“…رأيت حلماً.”

كان صوتها واضحاً على نحو مفاجئ.

“حلم؟ عم تتحدثين بالله عليكِ؟ هل تعلمين كم الساعة الآن؟”

استدارت حتى أصبح جسدها مواجهاً لي، ثم مشت بخطوات بطيئة خارجة من باب غرفة المعيشة المفتوح. ما إن دخلت الغرفة حتى مدّت قدمها ودفعت الباب خلفها بهدوء. بقيت وحيداً في المطبخ المظلم شاخص البصر إليها بلا حول ولا قوة و أنا أرى آخر جزء من قامتها يبتلعه الباب.

 

دخلتُ الحمام و أنرت الضوء، و كانت موجة البرد متواصلة لعدة أيام، ثابتةً على 10°مئوية. كانت نعالي البلاستيكية ما زالت رطبة وباردة فقد تحممت قبل سويعات. بدأ الشعور بالوحدة في هذا الفصل القاسي بالظهور؛ متسرباً من الفتحات السوداء لمروحة التهوية فوق المغطس ويتقاطر من البلاط الأبيض الذي يكسو الأرض و الجدران..

عندما عدتُ إلى غرفة المعيشة كانت زوجتي متمددة على الأرض ضامةً ساقيها نحو صدرها، الصمت شديد الوطأة حتى خلتُ بأنني وحيد في الغرفة.

طبعاً هذا لم يكن سوى خيالات لا أكثر. لو تسمرّت في مكاني تماماً وحبست أنفاسي لأسترق السمع، لتمكنت من سماع تنفس خفيض قادمٍ من حيث كانت. لكن لم يكن تنفساً عميقاً منتظماً يصدر عمن غطّ في نومه. كان باستطاعتي الوصول إليها ولمس بشرتها الدافئة بيدي، إلا أنني ولسبب ما وجدت نفسي عاجزاً عن لمسها، و لم أرغب حتى في الحديث إليها.

في صباح اليوم التالي وبعد أن فتحت عيني بدقائق، بقيت متمدداً واللحاف ملفوفُ حولي، والواقع لم يستعد صلابته تماما. عاينت بشرود شروق شمس الشتاء التي كانت تتسلل إلى الغرفة من خلال الستارة البيضاء. عند منتصف نوبة التجريد هذه لمحت ساعة الحائط فقفزتُ لحظة إدراكي الوقت. ركلت الباب وهرعت خارج الغرفة. كانت زوجتي واقفة أمام الثلاجة.

“هل جُننتِ؟ لِمَ لم توقظينني؟ كم الساعة ….”

شيءٌ ما ارتطم بالأرض تحت قدمي فأخرسني في منتصف جملتي.

لم أستطع أن أصدّق عينيّ!

كانت رابضة بملابس نومها وشعرها الأشعث المتشابك مشكلاً كتلة فوضوية حول وجهها.

أرضية المطبخ حولها مغطاة بأكياس بلاستيكية وعبوات حفظ الأطعمة مبعثرة في كل مكان، بحيث لم يكن هناك موطئ لقدمي فيه دون أن أدوس على الأشياء المبعثرة. لحم بقري لوجبة “الشابو شابو”[1] ولحم خنزير، وشريحتان من لحمة ساق بقرية، وبعض الحبار في كيس، و شرائح لحم ثعبان البحر أرسلته لنا حماتي من الريف قبل فترة طويلة، وأسماك رعاش مجففة مربوطة بخيوط صفراء، و حزم لم تُفتح بعد من الزلابية المجمدة وأكوام لا متناهية من أشياء مجهولة منبعثة من جوف الثلاجة. وفي الأرجاء هسهسة بينما زوجتي منشغلة بوضع الأشياء المتناثرة حولها واحداً تلو الآخر في كيس قمامة أسود. فقدتُ السيطرة في النهاية.

“ماذا تفعلين بحق الجحيم؟” صرختُ.

واصلت وضع قطع اللحم في أكياس القمامة، اللحم البقري و لحم الحنزير وقطع من الدجاج وما لا يقل عن قيمة مئتي ألف وون[2] من لحوم الثعبان البحري المالحة. ولم تتغير لا مبالاتها بوجودي عن الأمس.

“هل جننت؟ لماذا تتخلصين من كل هذا؟”

خطوت ورحت أتخبط بين الأكياس البلاستيكية، أمسكتُ معصمها في محاولة لنزع الأكياس من قبضتها. تفاجأتُ بها تبعدها بشدة عني حتى كدتُ لوهلة أن أتعثر، وسرعان ما أعطاني غيظي القوة لأتغلب عليها. تحدّثت وهي تدلك معصمها المحمّر بطريقتها المعتادة و بنغمة صوتها الهادئة.

“رأيت حلماً”

العبارات نفسها مجدداً. كانت تعابير وجهها وهي تنظر إلي هادئة تماماً. عندها رنّ هاتفي النقّال.

“اللعنة!”

بدأت أتلّمس جيوب معطفي الذي كنت قد ألقيته على أريكة غرفة المعيشة مساء أمس. وأخيراً، و في آخر جيب داخلي طوّقت أصابعي هاتفي المتمنّع.

“المعذرة. طرأ شيء ما، أمر عائلي طارىء، لهذا … أنا متأسف. سأكون هناك بأسرع وقت ممكن. لا، سأغادر الآن. إنه فقط…لا، لا يمكنني أن أدعك تفعل ذلك. أرجوك انتظر قليلاً لوقت أطول. آسف جداً.

نعم، حقاً لا يمكنني التحدث الآن…”

أغلقتُ هاتفي و اندفعتُ للحمام و حلّقت ذقني بسرعة جعلتني أجرح وجهي في موضعين.

“ألم تكوي قميصي الأبيض؟”

ما من جواب. اغتسلتُ بالماء و فتشتُ في سلة الغسيل لعلّي أجد قميص الأمس.

و لحسن الحظ لم يكن متجعداً جداً. ولم يعنِ زوجتي الخروج من المطبخ ولو لمرة واحدة، بينما كنتُ أستعد للمغادرة، حزمتُ ربطة عنقي حول رقبتي كالوشاح، وارتديت جواربي، والتقطتُ دفتري ومحفظتي معاً. كانت هذه هي المرة الأولى خلال الخمس سنوات التي مرت على زواجنا التي اضطررت فيها الذهاب للعمل من دون أن تناولني أغراضي بنفسها و تشهد خروجي.

“أنت مجنونة! فقدتِ عقلك تماماً”

حشرتُ قدميّ في حذائي الذي اشتريته مؤخراً وكان ضيقاً جداً ويعصر قدمي على نحو غير مريح. فتحت الباب وركضتُ خارجاً، فتحققتُ من المصعد وكان متجهاً للأعلى لآخر طابق، و من ثم اندفع للأسفل ثلاثة طوابق. فقط عندما قفزت في “المترو” والباب على وشك الإغلاق أتيح لي معاينة مظهري معكوساً على نافذة العربة القاتمة. خلّلتُ شعري بأصابعي وعقدت ربطة عنقي وحاولتُ أن أملّس جعدات قميصي. طغى على خاطري وجه زوجتي الجامد على نحو غريب واستعدت صوتها الصارم.

_________________________________

[1] وجبة كورية

[2] عملة كوريا

________________________________________

عن رواية “النباتية” الفائزة بجائزة بوكر العالمية عن فئة الرواية المترجمة إلى الانكليزية

*****

خاص بأوكسجين


روائية وشاعرة من كوريا الجنوبية. من رواياتها: "الغزال الأسود"" 1998، و""يدك الباردة"" 2002، و""دروس اليونانية"" 2011. صدرت ""النباتية"" عام 2007 وهي أول رواية لها تترجم إلى الإنكليزية ففازت بجائزة بوكر العالمية عن فئة الرواية المترجمة إلى الانكليزية.rnrnThe Black Deer (1998)، Your Cold Hand (2002)، The Vegetarian (2007)، Breath Fighting (2010)، and Greek Lessons (2011)."

مساهمات أخرى للكاتب/ة: