الذئب
العدد 283 | 20-2-2024
ريهام عزيزالدين محمد


سأتسلق الشُعيرات النافرة من أذنك اليمنى

وأهمس لك

احك لي حكاية لأغفو بين ذراعيك

سنعمل سوياً ببطء على إزاحة غيمة رمادية تصنعها سيجارتك العشرين.

في البدء ستتلو على مسامعي ما هو مهيب

أتكور في حواف روحك المدببة بلا خوف

غير أن الخمر المنسكب من عيني إلى شفتك العليا يشي بغواية تقترب، بينما تبحث في حافظة ذاكرتك الجلدية، المصنوعة من جلد تمساح اصطادناه معاً قبل عشرين قرناً هناك!

أرقب حيرتك: “أيّ حكايةٍ تليق بتلك الراقدة بين ذراعيّ ها هنا!”

تلتمع عيناك كمن التقط ظهره للتو من قارعة الطريق وبات مؤهلاً لاعتلاء الفرس

تخبرني أن الذئب التهم ليلى

تقول الرواية إنه ابتلعها دفعةً واحدةً من دون قطرةِ دمٍ واحدة

تتعجل لتُنهي الحكاية – كعادتك- فور أن تبدأ.

أضع شفتي المبللتين على شفتيك لنصمت سوياً ونستمع إلى ما لم يخبرنا به أحد.

لم تكن ليلى ذاهبة لزيارة الجدة في الغابة المعتمة،

كانت تبحث عنه،

رأته قبل أن يراها

وأمسى صوتها نجمةً تُنير له الطريق إليها.

لم تكن ذاهبة لزيارة الجدة في الغابة المعتمة

كانت تبحث عنه

ترتجف

ألثمك ببطء إلى ما لانهاية

لم تتألم حين وضعها بين فكيه

رأت حوافَ روحِه المُدببة

أقسم أني رأيتها تتأرجح بين حباله الصوتية

وتعيد سرد الحكاية كما يليق:

كانت تبحث عنه

رأتُه قبل أن يراها

قطرةُ ماءٍ تتشكل فوق جذع شجرة تمّ اجتثاثها للتو من أرض لم ينتمِ لها،

أُعيدك إليّ.

كانت تبحث عنه

رأته قبل أن يراها

الذئب ارتجف

حين يرتجفُ الذئبُ يبتلع فلا تشي به رائحة الخوف.

ابتلعها

كي تسكنَ فيه للأبد.

تغفو بين ذراعيّ كطفلي الوحيد، وقد أنجبتُك للتوّ.

ألثمك حلمتي

أخيط كلّ ندباتِ روحك بقبلات طازجة

تغفو لعامٍ أو عامين بل تسع.

تُفرغُ عُلبةَ سجائرك

تخرجُ من خلفِ غيمتك

تتلفتُ حولك

تبحث عني

وعن ذئبٍ ترقدُ في معدته

فتاةٌ رأته

قَبل أن يراها

وارتجف.

*****

خاص بأوكسجين


شاعرة من مصر.