مقبرة… كانت الطريق بين منزلي والمدرسة
لذا تعوّدت ألا اكترث لتأويل المسافة
أكثر من تفهمي لتداعي الأشياء
وصخب المومياوات بكراستي
هكذا: بحواس قطة ناجية تتجول على ركام.
….
وفي طفولتي كنت “المفقود”
الذي يُبحث عنه كل الوقت
طفل يهرب من ألعابة…
ثم يقضي يومه في بيوت الآخرين
ليكتشف ألعاباً جديدة… يمكن استنساخها
تلك التي يتكررون بها في منازلهم بسعادة وألم
دون الحاجة للخارج الذي يغلقونه بأيديهم.
…
كان الطريق بيني وبين بيتي مساءً:
شرفات صغيرة وأزهار شوكية عليها
وشبح أمي الميتة آخذاً شكل شجرة
بفستان أصفر وجدار يركض خلفها.
أعود طفلاً يمسك بنفسه
وبعينين مفتوحتين:
يسير وهو نائم
يلعب وهو نائم
يجالس أقرانه وهو نائم
ولا يستيقظ قط… إلا حين يغمض عينيه
…
في الثلاثين تماماً
لم أكن شيئاً آخر… أكثر من كوني هذه الطريق
بيني وبين ذاك الطفل الذي مازال يركض من حينها
محاولاً الوصول إلى ألعاب جديدة.
*****
خاص بأوكسجين