اتحاد الكحوليين العرب
العدد 176 | 22 آب 2015
قطع وصل


وعندما عيّناه رئيساً لإتحاد الكحوليين العرب، دخل في يوم من الأيام إلى “لاتيرنا”، وكان الفنان الكبير يوسف شويري جالساً وأمامه كأس العرق وصحن التفاح المقشر، بينما كنت أشرب القهوة، فقال لي: عم تشرب قهوة يا ول، شوف الأستاذ يوسف شلون عم يشرب عرق وتمام، فقلتَ له: طيب يا أبو عبد الله عرق من الصبح؟ فقال: ماشي .. بس مو قهوة.. حد أدنى بيرة.

من “رئيس اتحاد الكحوليين العرب” في وداع الصحافي والكاتب السوري عادل حديدي – لقمان ديركي *المدن.

_______________________________

 

إذاً كانت الموجة الثورية الأولى قد ارتطمت بعائق الاستعمار، والثانية بعائق الحكم الفردي، فإنّ الموجة الحالية تردّت في مستنقع التعصب الديني الذي قد يكون وظّف ضدّها من أطراف عدّة لكنّه لم ينزل عليها من السماء، بل هو جزء من ثقافتها العميقة، له امتدادات راسخة في التاريخ، منذ الخوارج والحشّاشين ومقتل ابن المقفع والحلاّج، وله روافد حديثة عناوينها الحاكمية والتكفير والجماعة والأمير، وجزء من هذا وذاك معشّش في أذهان بعض من فرضوا أنفسهم جزءاً من الثورة، ولعلهم كذلك، فاختلط مفهوم الثورة بالدمار والذبح والسبي واستسهل تبرير التوحش باسم الثورة (مثلاً، كثيراً ما تستعمل قناة «الجزيرة» تعبير «المعارضة السورية» وهي تتحدّث عن «القاعدة» و «داعش»). فقضية التطرّف والإرهاب والتدمير باسم الربّ ليست حاشية على متن الثورة بل هي قضية اخترقت منها النخاع، إما أن تفصل عنها بعملية قيصرية أو نخسر أوطاناً ونحن نلاحق سراب الثورة.

من ” في نقد السردية «الثورجية» الجديدة” – محمد الحداد *الحياة

______________________________

 

يحكي غسان كنفاني عن تجربته في التدريس. يقول: “عندما باشرت التدريس، واجهت مصاعب جمة مع الأطفال الذين درّستهم في المخيم. كنت أغضب دائماً لدى مشاهدتي طفلاً نائماً أثناء الصف، وببساطة اكتشف السبب. كان هؤلاء الأولاد يعملون في الليل، يبيعون الحلوى أو العلكة أو ما شابه في دور السينما وعلى الطرقات. كانوا يأتون إلى الصف وهم في غاية التعب. تبيّن لي أن نوم الطفل ليس ناجماً عن استخفافه بي أو عن كرهه بالعلم، ولم يكن للأمر علاقة بكرامتي كمعلم، بل مجرد انعكاس لمشكلة سياسية”.

من ” بسام أبو شريف مستعيداً سيرة المثقف الرائي: غسان كنفاني مفكراً ومناضلاً” – رؤوف قبيسي *الأخبار

__________________________________

 

لا يتصور أحد كيف حوربت «مانعة الصواعق»، وهوجم مخترعها بنيامين فرانكلين من رجال الدين وقت اختراعها في القرن الثامن عشر، كانت البيوت أغلبها خشبية في ذلك الوقت، وكانت صواعق البرق مدمرة، ولم يكن مفهوماً سبب البرق بالضبط، وكان التفسير الجاهز الغالب هو أن البرق غضب من الرب، وبما أنه غضب رباني فالكنيسة إذن محصنة، ولم يستطع أحد أمام هذا التفسير أن يعترض، لدرجة أن سلطات فينيسيا قالت في بيان صادر 1767: «إنه من الفسق والكفر ادعاء أن الرب سيسمح للبرق بصعق إحدى الكنائس»، وعليها عمدوا إلى تخزين البارود في قبة إحدى الكنائس، وحدث أن ضرب البرق برج الكنيسة واختفت ضاحية بأكملها، وقتل الآلاف من المتمسكين بنظرية الغضب الإلهي في تفسير البرق!!

من ” مطلوب مانعة صواعق مصرية” – خالد منتصر *المصري اليوم

___________________________

 

فى شارع محمد علي كانت السطوة للعوالم: هن سلطة الشارع والشارع هو مكانهن الأقرب إلى بيت كبير واسع مفتوح على بيوت صغيرة.. هذا العالم يندثر الآن ولا تبقى منه إلا صور للعوالم المعتزلات ورائحة ما زالت عالقة بمكان حكمته النساء إلى جانب صوره العالقة فى الذاكرة من روايات نجيب محفوظ وأفلام كثيرة، أشهرها «خلّي بالك من زوزو»، الذى لعبت فيه دور البطولة كل من تحية كاريوكا وسعاد حسني، والمثير هنا أن الفيلم نفسه يمثل صراعًا بين القديم والجديد فى مهنة الرقص وموقعه فى المجتمع و«زوزو» الفتاة الجديدة تصارع أصل «العوالم» وترفض مصير بنت الليل فى الملاهي والمجتمع ينظر إلى الرقص نظرة جديدة تفك الارتباط بينه وبين بزنس الغواية.

هذه النظرة تهتز فقط فى لحظات صعود المجتمع، زوزو هي اللحظة التي لمعت فيها كاريوكا فى الأربعينيات.. والتي تلتها لحظة أخرى فتحت المجال لسعاد حسني، وبعد ذلك لكي تلمع فريدة فهمي الراقصة التى تحمل شهادة جامعية فى الرقص.

ترقص تحية فى مساحة صغيرة. لا تحتاج إلى ملعب كبير. ولا تعتمد على الإفراط في الحركات بل على قلتها. ترقص كأنها تحفر في موقعها. غوايتها تتحرك بغموض مع حركاتها الأفقية.

من “الراقصة –حكايات القاهرة” – وائل عبدالفتاح *التحرير

_____________________________

الصورة من رسوم المخرج الإيطالي فيدريكو فيلليني (1920 – 1993) ولها أن تكون رسوماً أولية لشخصيات أفلامه متسائلاً ” لماذا أرسم شخصيات أفلامي؟ لما أدوّن ملاحظات غرافيكية عن وجوههم، أنوفهم، شواربهم، ربطات عنقهم، حقائبهم.. هي طريقتي ربما لأبدأ بمشاهدة الفيلم وجهاً لوجه، لأرى من أي نوع هو، محاولاً ترميم شيء مهما كان صغيراُ وصولاً إلى حدود العدم، لكن ذلك يبدو لي شيئاً يمكن فعله مع الفيلم، ليبدأ حديثه معي في الخفاء”.

*****