كلّهم طيّبون
بائعُ الخضارِ المنادي حلمَهُ بأعلى صوتِهِ
فوق ليمونةٍ انشطرت الى نصفين
نصف يرشفُ صبرَهُ على مهلٍ
ونصف يلذعُهُ بلؤمٍ
حينَ تمرين
كلّهم طيّبون
جارٌ يخبئ قرنيهِ
تحت طربوشِهِ التركي
ويدعكُ شاربيهِ بماءِ الورد
كلّما فتحتِ نافذتَكِ المطلةَ..
على غمامِ سيجارهِ المتكاثرِ
كقطةٍ لا تملُّ ممارسةَ الحب
كلّهم طيّبون
ملمّعُ الأحذية
رسّامُ اللوحاتِ الصغيرةِ
في حكايا المشاوير التي لا تنتهي
القابض على عضوهِ
كشجرة الخروب
المختالة بقرنٍ جديدٍ نبتَ للتو
الغارقُ ببحرك
والذي كم تمنى أن ينكسرَ كعبكِ
كي تتلقفكِ ذراعاه
كلّهم طيّبون
الصائغُ الذي خلعَ قميصَهُ
وقرّرَ أن يصيرَ سبيكةً في منجمٍ
في اليوم الذي لمح فيه نهداكِ
تحت حمّالةِ الصّدرِ المخملية
كجوهرتين في فضاءٍ صحراوي
كلّهم طيّبون
سائقُ التاكسي الذي يرى الطريقَ بعينيكِ
موزّعُ الجرائدِ الذي يتركُ لكِ كلّ يومٍ وردةً تحت الباب
الحانوتيُّ
والجزّارُ
وقراؤكِ
وطلابُ المدارسِ
ومديرُكِ
كلّهم طيّبون
أما انتِ..
فشريرةٌ جداً ..
لأنكِ لم تبتسمي اليومَ لأحد..
***
خاص بأوكسجين