صدر عن دار المدى كتاب المفكر البريطاني تيري إيغلتن “العقل والإيمان والثورة – تأملات في مناظرة حول الله” وقد نقله إلى العربية المترجم السوري أسامة منزلجي. ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول رئيسة: “حثالة الأرض” و”خيانة الثورة” و”الإيمان والعقل” و”الثقافة والهمجية” وهي عبارة عن محاضرات “مؤسسة دوايت هارينغتن” حول الدين على ضوء العلم والفلسفة، ألقاها إيغلتن في جامعة “ييل” في شهر نيسان 2008.
ويقول صاحب “أوهام ما بعد الحداثة” في مقدمته للكتاب “لقد تسبب الدين ببؤس لا يوصف في الشؤون الإنسانية. في أغلب الأحيان كان حكاية تثير الاشمئزاز عن التعصب الأعمى، والتطير، والتمني، والفكر المستبد. لذلك فأنا أكن الكثير من التعاطف مع نقاده العقلانيين والإنسانين. ويضيف إيغلتن بأسلوبه الساخر المعروف به “إنني لا أدعو القرّاء إلى الإيمان بهذه الأفكار أكثر من إيماني بالملاك جبريل، وبعصمة البابا، وبفكرة أن يسوع مشى على الماء، أو بالادعاء بأنه ارتفع إلى السماء أمام عيون مريديه. فإذا حاولت في هذا الكتاب أن أقول من بطني ما أعتبره نسخة المزمور المسيحي المتعلق بالراديكاليين والإنسانيين، فلا أرغب في أن يساء فهمي ويقال عني إني أبله. لكن الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية لديها الكثير لتقول كإجابة عن بعض المسائل الحيوية – كالموت، والمعاناة، والحب، وإنكار الذات، وما شابهها – التي يلزم اليسار الصمت المربك حيال معظمها. لقد حان الوقت لإنهاء هذا الحياء السياسي المعيق.”
ويشكّل الكتاب إضافة جديدة إلى المكتبة العربية يستكمل ما تُرجم لهذا المفكر الماركسي العتيد ومشروعة النقدي بحيث يأتي تناوله الدين استكمالاً لاشتغاله على الأدب والفكر والفلسفة والسياسية وحيوية مقارباته التاريخية للراهن والمستجد في تاريخ الأفكار، وطرحه على الدوام الأسئلة الصعبة.
