“أوكسجين” حركة إبداعية شبابية مفتوحة على فضاء التجريب
"أوكسجين" حركة إبداعية شبابية مفتوحة على فضاء التجريب


مثلما يوحي عنوانها، فإن “أوكسجين” التي انطلقت عام 2005 كمجلة ثقافية إلكترونية وتطوّرتْ أنشطتها وتوسّعتْ على مدار 18 عاماً، تسعى إلى إيجاد متنفّس جديد للإبداع، وإنعاش المشهد الثقافي العربي بمغامرات تحمل اشتعالات التمرد والتحرر والحيوية والتجدد الدائم وفق شعارها “أوكسجين.. مع كل نَفَسٍ بداية”. وبالنظر إلى حالة الحراك التي أحدثتها “أوكسجين”، ولا تزال تحدثها، بعد عشرات الإصدارات الرقمية والورقية، فمن الممكن اعتبارها حركة إبداعية ثقافية وتياراً له مرتكزاته العمومية وخصائصه وملامحه النوعية.
وحصيلة هذه الحركة، حتى الآن، قرابة 276 عدداً من أعداد المجلة الإلكترونية المتنوعة الأبواب والزوايا (شعر، قصة، تشكيل، سينما، فيديو…)، التي تصدر دوريّاً في الوقت الحالي بصفة نصف شهرية، ومجموعة من الكتب والإصدارات المنشورة للشعراء والمبدعين في ألوان الكتابة الإبداعية المختلفة. وصدر أخيراً كتابا “أوكسجين” ورقيّاً، عن “محترف أوكسجين للنشر”، إلى جانب الدور اللافت للمنصة في احتضان المبدعين الشباب تحت عنوان “كن أوكسجينيّاً”، بحيث نشرت المنصة مئات النماذج للكتّاب والفنانين الجدد في مجالات الأدب والترجمة والفيديو والصور والأعمال البصرية.

يرأس تحرير “أوكسجين” في نسختها الحالية، مؤسسها الشاعر والروائي زياد عبد الله، وتدير تحريرها سوسن سلامة، ويسترجع عبدالله تأسيسها في مقدمة كتاب أوكسجين الأول، بقوله “من كثافة في الأحلام مساوية لكثافة الواقع العربي الخانق بدأ البحث عن أوكسجين. من كثافة في الإيمان بالإبداع، وحرية الإبداع المساوية لكثافة الكفر بالسائد في المشهد الثقافي العربي بدأ البحث عن أوكسجين. ترعرعت أوكسجين في ظلال الأبراج الشاهقة وعلى قارعة الطرق السريعة وهدير مكيفات الهواء”.

تآزرت أهداف “أوكسجين” الإبداعية والجمالية مع متطلبات الشارع العربي، الذي سعى بدوره إلى الانطلاق من الجمود، والفكاك من الأوضاع السيئة القائمة. ومن ثم، كما يوضح زياد عبد الله، فقد “بدا أن كل ما كان مسلَّماً به بحاجة إلى إعادة تعريف: الوطن والاحتلال والتسلط والاستبداد والعدو والصديق والدولة والانتماء.

ولعل المناخ العربي كله كان وقتذاك مثاليّاً لنشر الإبداع المغاير والتجريبي، وكما يؤكد زياد “فإن أدباً أو فناً لا يكون منفتحاً على التجريب لا معنى له، وغالباً هراءً بهراء. فمن يكرر نفسه في كل ما يؤلفه متبعاً قواعد مدرسية أو مستنسخاً هذا وذاك، فمن الأشرف له أن يكون كاتب عدل، بما يشبه أيضاً رسّاماً يبقى يكرر الأسلوب ذاته في لوحاته ويستنسخ هذا وذاك، فمن الأفضل أن يوصف بالحِرفي”.

المصدر