خلال زيارته إلى القدس الغربية بغية تسلم الجائزة التي تحمل اسم “أورشليم”، سعى إلى تجاهل القضية الفلسطينية، وعندما “حشره” صحافي إسرائيلي طارحاً عليه سؤالاً “مفخخاً” عن الحرية غير المقيدة التي ينعم بها الفلسطينيون ولا يمكنهم أن ينكروها، أجابه مورابة ليتحاشى الإحراج: “أنا كاتب. أكتب أدباً”، لكن كاداريه كان يعلم أن مثل هذا الجواب ضرب من ألاعيبه السياسية التي كان يجيدها، وتشهد سيرته كم أنه غارق في السياسة ومتضلع من شؤونها، وأنه كان متحايلاً في مساره السياسي الألباني. فهو عرف كيف يستفيد من نظام أنور خوجة الشيوعي كل الاستفادة وكيف ينتقده بعدما رحل، معلناً انشقاقه أمام الغرب. لم يتمكن كاداريه من طي صفحات ماضيه الشيوعي الذي تواطأ فيه مع السلطة الديكتاتورية حتى أصبح ابنها المدلل، فتنعم بهباتها وأفاد كثيراً من عطاياها، ثم انقلب عليها وعلى الديكتاتور عندما حان وقت الانقلاب، ولم يتوان عن الانتقال إلى “جنة” باريس بصفته منفياً.
أما الصدمة فتمثلت في كلام أدلى به كاداريه خلال زيارته القدس الغربية، قائلاً إن إسرائيل وألبانيا “تناضلان من أجل البقاء في محيط كريه”، وبدا مثل هذا الكلام فضيحة لم يكن ممكناً التغاضي أو السكوت عنها. من هم أهل هذا “المحيط الكريه” الذي يحيط بدولة الاحتلال؟ أصبح العرب، مسلمين ومسيحيين، يمثلون في فلسطين المحتلة “محيطاً كريهاً” بنظر كاداريه الروائي المحبوب عربياً. ليس هذا الكلام ناجماً عن زلة لسان، فلسان كاداريه مثل عقله لا يزل. وغايته جلية جداً ومعروفة، هو الذي يئس من انتظار الفوز بجائزة نوبل.
من “ابن النظام الشيوعي المدلل كان على بعد من العرب والإسلام” – عبده وازن
*اندبندنت عربية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيلسوف البريطاني جون غراي (صاحب كتاب “الفجر الزائف” الشهير) يتحدث عن فشل نظرية التقدم وعن أن المجتمعات الغربية التي آمنت بها تعيد الآن تجربة ما خبرته في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي عندما انشغلت القوى الليبرالية واليسارية في صراعاتها، ما أتاح المجال للفاشيين والنازيين بتعميم نماذجهم العدمية والعودة إلى مجتمعات تشكل القوة والقمع أبرز قيمها إضافة إلى احتقار الثقافة والقانون والمساواة. التقدم نحو مجتمع عادل و”إنساني” ليس قدرا كما بشرت الأيديولوجيات التنويرية منذ القرن الثامن عشر. وإحياء المجتمعات لأشكال قديمة من البنى الاجتماعية، مثل قيم العنف وانعدام المساواة وسيطرة الأقوى، ليس بالخيار المستحيل على ما تقول- على سبيل المثال- سيطرة كارتلات المخدرات على دول بأسرها في أميركا اللاتينية وتعايش المجتمعات مع سلطة زعماء الكارتلات على نحو يذكر بالمجتمعات الإقطاعية في القرون الوسطى.
من “بين الإفراط في الديمقراطية… وكراهيتها” – حسام عيتاني
*المجلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُسجَّل يومياً، خصوصاً في لبنان وتركيا، اعتداءات عنصرية مروعة تصل إلى حد القتل. الرعب المتواصل المشوب بالإذلال والضعف والشعور بالدونية يتحكم بملايين اللاجئين، المنبوذين المكروهين والمحتقرين. وهم معرضون على نحو متواصل لحملات ترحيل أو اعتقالات أو اعتداءات جسدية متعمدة، يبدو أن هدفها إقناع اللاجئين بانعدام أي مستقبل مستقر، وإبقائهم في حيز “الإقامة المؤقتة”، أو دفعهم إلى الرحيل إلى أي مكان آخر.. غير موجود تقريباً.
وعلاوة على ما يعانيه اللاجئون في معيشهم اليومي وحرمانهم من الحماية، ليس لديهم أي مخرج، ناهيك عن انعدام الأفق السياسي. فالنظام يعتبرهم أيضاً “زائدة ديموغرافية” تم التخلص منها ولا يرغب بعودتهم. لقد سلب منهم مواطنيتهم وأرضهم وأملاكهم وحق الانتماء. جعلهم “شعباً بلا أرض”. وفي المقابل، لا أحد يرغب باستقبالهم كمهاجرين ولا ببقائهم حيث هم كمجتمعات لاجئة.
من “السوريون المنسيون” – يوسف بزي
*المدن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ