اغتراب
RSF, 2023- no.1
عند ليلي، تحت حجر الصمتِ، نعيقٌ خافتٌ
عند ليلهم، قربَ نهر الميوعة، بهرجةٌ
أضواءٌ ملوّنةٌ
عارضو أزياء بمسميّاتٍ مختلفة: ممثلينَ،
كتّابٍ، مخرجينَ، مهندسي صوتٍ،
ومصممي أزياء؛ لكَ أن تسميهم منتجينَ، أيضًا!
لا مكانَ لإدغار آلَن پو هنا، أو لي
ولغربانهِ أغصانٌ بأضلاعي
أنظرُ إلى كل شيء، من على حَجَرِي: nevermore
أرى إلى الكاتب الأشعثِ: nevermore
إلى الكاذب الأصلعِ: nevermore
إلى المخرج التائه: nevermore
إلى الممثل المهدود: nevermore
إلى الواثقة بجمال مشكوكٍ فيه: nevermore
أصغي إلى المغنينَ يغنّون “بتونّس بيك” وأسمعُها: nevermore وانتا معايا
أسمعُ صوتَ قلبي ضاحكًا جنبي: gimme more
ألمحُ نظرةَ السلوقيِّ إلى الفريسة: nevermore
أرى كل لمعةٍ حولي فينعقُ فيَّ غرابٌ: nevermore
لم تصمت الغربانُ بداخلي إلا عندما دخلتُ إلى الحمّام:
كل شيء هنا evermore
مثل بُرهة السيفون
إلا أنها سينما:
Cinema, that’s it, and nothing more!
04.12.2023
***
سينما أناركيّة
RSF, 2023- no.2
مثلُ السينما مثلُ هيغل عند ماركس.
إذا دخلت فادخُل ببرود القاتل المأجورِ
ضع شِباك صيد الحوت في صالة الاستقبال
خبّئ قنبلةَ البراءة تحت أقدام حُرّاس الأمن
فخِّخِ الكنبات بشوك الأسئلة
دُسَّ، تحت السجّادة الحمراء، عقاربَ من القصائدِ
وَسوس للممثلينَ بأنهم جمهورٌ
قل للجميلاتِ: المرايا هي الجميلةُ
للمغنّينَ غنِّ آيةً من سِفر أيوبَ
أخبرِ المخرجينَ بأن الأفلامَ في بيوتهم لا قاعات السينما
اكتُب أهاجيَ موزونةً للنقّادِ عن أهميّة المديح
أقنعِ المصورينَ بأن يقلبوا العدسةَ من أجل صُوَرٍ أوضحَ
حذّرِ الذين يعلّقون شاراتِ العبور بأنها حبالُ المشنقة
ضعْ وردةَ الصدق في جمجمة الكذّاب؛ ثم لا تسقها بماء
هَب للأصلع مشطًا واستشوارًا لكي يُحسنَ التفكير
وإذا ما قبضوا عليك واتهموك بالتخريب، فقل:
أليست السينما أن نمشي على رؤوسنا وأن نتكلم بالأقدام؟
04.12.2023
***
في الوجود والعبث
RSF, 2023- no.3
ثمةَ فارق بين النعامة والحجر..
قذف أرسطو بحجر وأفلتَ الله نعامةً
فتسابقا في الميدان؛
كانت الحرب تجري، والإبادة في أوجها
والسينمائيون يلتقطون صورًا مع ممثلاتهم المفضّلاتِ
والجماهير تجرب فرق الوزن بين الريش والأستاه
والحدود تميعُ من لحم ومن دم ومن أسماء
والأسماء تصير في ديوان الدهر مجرّد أرقام
والصداع يجرّب رأسي ملجأً من الأخبارِ
والعجزُ يكبّل الأحرار بقوانينَ من مسد
والمستهلكونَ يقاطعون، والمقاطعون يقطّعون ذمّة المستهلكينَ
واللهُ يرى وأرسطو ينظرُ وأنا أتفرّجُ:
فإذا النعامة تسبق الحجرَ
إلا أنها بعد خط النهاية
تدفن رأسها في الترابِ
ويظل الحجر على السطح!
04.12.2023
*****
خاص بأوكسجين