مهرجو اليأس:
- من شدة يأسنا ضحكوا علينا!
- لكنهم أثنوا على براعتنا بالتهريج، أليس كذلك؟
- نعم هذا صحيح! أرادوا أن يبدوا بعض الامتنان على التسهيلات التي قدمناها ليضحكوا علينا، فقالوا عنّا إننا مهرجون لا مثيل لنا في هذه الأرض.
- لقد كنا بارعين بحق في تأدية أدوارنا، وكنا على قَدرِ يأسنا وضحكهم.
لعنة مزدوجة:
- خياران لا ثالث لهما على الدوام، وكلاهما أسوأ من الآخر!
- هذا يعني لعنهما معاً. الحكمة والواجب تستدعي لعنهما معاً.
- لا حكمة ولا واجب في ذلك.
- كيف؟
- هذا يعني أنك على الهامش، غير معرّف، لا بالعير ولا بالنفير كما يقولون، والحكمة تقول اصمت.
- الصمت عن … عنهما… جبن…
- الصمت عنهما من ذهب والكلام من تبن، وهما يقولان لك “هذا باب” فإذا هو موصد وأنت لا تريد اجتياز الباب أصلاً. كل منهما يلوح لك بحذاء مهترئ ودرب مضلل لا يفضي إلا إلى الهلاك، فتمسي الحكمة في بقائك حافياً، وفضيلة الفضائل في ألا تُقدم على خطوة واحدة.
- قمة العبث، أليس كذلك؟
- نعم قمة العبث في ألّا يوجد سوى خيارين تكرههما معاً!
القاع:
- ثمة محاولات يومية لتقدير عمق القاع. المحاولات فاشلة لتاريخه!
- ألا يجدر التوقف عن تلك المحاولات؟
- ربما! لكن ما من بارقة أمل سوى الوصول إلى القاع، لا يعقل أن يكون أيضاً بلا قرار!
السيرك:
- نحن في السيرك، أليس كذلك؟
- منذ زمن طويل ونحن فيه، الآن تبينت ذلك؟
- لكن ما من عروض وكل شيء بالأبيض والأسود، ولا شيء مما درجنا عليه في السيرك!
- نعم هو خيمة مترامية فقط وأقفاص، الكثير من الأقفاص.
- فكيف إذن هو سيرك؟ ومتى أصبح كذلك؟
- ومن قال إن السيرك ليس مسرحاً للمآسي!
- كيف له أن يكون كذلك؟
- يكفي أن يروّض المهرجون الحيوانات المفترسة فتنقضّ على الجمهور، ومن ثم يتولى المهرجون أمر الصراخ والنواح وقد تحققت منجاتهم بالهرب. أليس هذا مضحكاً؟
- لا! إنه مأسوي!
- إنها مأساة مضحكة بحق!
*****
خاص بأوكسجين