نهاية العالم
لو كان للأرض قلب
فهو المحيط
بأسماكه الملوَّنة الشَّفافة
والسلاحف المبحرة بلا توقف
كجزرٍ جوَّالة
المرجان المنهوب
غناءُ الحيتان
الأمواجُ من ساحلٍ إلى ساحل
تهدهد جثثَ المهاجرين
لم ينقذهم إله
ولن يستعبدهم موت
من ساحلٍ إلى ساحل
وحبيباتُ الرمال الفضية
تلمعُ كنظراتِ الهيام
لو طرب هذا القلب
تعلو ضربات تسونامي
لو رقص
تتمايل صفائحُ الزلازل
وماذا
لو طار القلبُ من الفرح
يتبخر الماء ويُغرقنا الطوفان
لو كان للأرض قلب
لو كان
لحلَّت نهايةُ العالم.
***
معنى لا أعرف
لم يكن حبي أعمى يوماً
كان أخرسَ على الدوام
ينطقُ المكفوفُ بالحكمة
لا يسمعه الأصمّ
بدوره يسأل مقطوع اللسان
لا يستطيع الأخرس إجابة
فيشير إلى الأعمى
الذي لم يُبصر يوماً
لا أعرف
للحكام ثلاثة أفواه
واحدٌ لله
الثاني للوطن
السجن الذي يرعاه الطغاة
لإبقاء الموت حياً
والأخير لحكمة جلالتهم
طائرة مسيرة
يمكن قراءة الأوطان
حسب الأحدث
أو الأشهر
أو بالترتيب الأبجدي
أو ضرب واحدٍ في واحد
من أعلى إلى أسفل
كما طريقة تفكيرنا
للأمام إلى الخلف
جنباً إلى جنب
من أعلى إلى أسفل
كما الظلال
الكحل الذي تبيعه الشمس
حتى لا ترْمَد الأرض
يا مستقبل تذكَّر
الماضي أطول من جميع الأعمار
غدا تموت
وتعيش لا أعرف
الصبر أم التكرار
صبره عليك
صبرك عليه
الوطن
المكان الذي يهاجمون فيه قلبك
وأنت تدافع عنه
كأنك تصف قوس قزح
لمصابٍ بعمى الألوان
فإن كان الغد هو المستقبل
فاليوم هو الأخير.
***
مِن القبر
تعلَّمنا كل حيل الدنيا
الوقوف على دراجةٍ هوائية مسرعة
على الأسلاك مثل الطيور
وبإصبعٍ واحدةٍ على ظهر حصان
الجلوس في كرسي على حبل
الشقلبة الأمامية
الشقلبة الخلفية كالقرود
والقفز كالكلاب عبر الأطواق المشتعلة
ماذا نفعل بعد؟
لا يبدو الأمر واقعياً
أن تشرح اللحظة
في هروب معجمي غامض
أو في أمازيح “الواتساب”
الشخص دائماً في مكانه
حيث لا ينبغي أن يكون
الصوت واضح كالنهار
والمعاني قناديل تتكسر في الظلام
خطواتك ثابتة
لذلك قريباً لن يكون لك رأي
لا تقلْ
لن يستمع أحد
لم ينهض أحد من قبر
ولا يشبع مكان من الحَفر
صدقك سدى
لا تتوقف
واصل النشر من القبر
*****
خاص بأوكسجين