في مكان لا أعرفه
أمضيتُ دهراً أمرِّن الترابَ
أن يجد قارورة الماضي
حيث سيلٌ مكبَّلٌ من الصّور
ينوي النجاة
***
سيمرُّ الفراغ من تلقاء نفسه
دون حاجة للضوء
أو البخور
سيمرُّ بكراساتٍ وأقلام
وستختفي أرانبه
بين شقوق ما لا يُكْتَب
***
تنهض لتفتح الباب
يدخل الهواء المتجهِّم حاملاً قشورَ الماضي؛
تجلس لتصنع شعباً من الكراسات المحترقة
وتتابعه عيناك
وهو يخرج
تاركاً القطط الجائعة
منتظرةً أن ترمي لها
أسماكاً من الحروف
***
إذا وجدتَ ما تبحث عنه
خبِّئه بمكان يصعب تذكّره
وابحثْ مرَّةً أخرى
في الصحراء؛
لا تجد ما تريده
الأمر مكلَّف أن يحدث بتلك السهولة البغيضة
بذلك الانتشاء المفتعَل؛
ابحثْ في الصحراء
عن شيءٍ ألقيتَ به بين الأمواج
كن واثقاً دائماً بخطواتكَ المرتجفة
ربّما، ربّما ذات غياب
ستجد السمكة تتنفّس في الشجرة
ربّما أيضاً ستعرف ضرورة النوم
بلا جدوى
بين حقائب فارغة وترتعش
***
صباح الخير
أيها الفراغ الجديد
بكسوته بلون الرماد
ويده المقطوعة
التي تحاول أن تومئ للسفن
وهي تبتعد برأسه
***
عاد حطامُ المراكب
بقعٌ من ضوء الفجر الراحل
أجنحةٌ مكسورة لطيورٍ غريبة
عادت الريحُ
والهدير
والغيوم
ولم تعد من وجبة البحر
ضحكاتُ الصيّادين
*****
خاص بأوكسجين