كأي بنت جريئة
العدد 188 | 01 آذار 2016
وضحى المسجن


صورة شعرية

حبيبي

واحدٌ من أهل هذا الكون 

مثلي 

واقعٌ محضٌ 

وحادثةٌ مكررةٌ

ومثلي..

حين يمرضُ بالخيال يُحب،

لكن حين يُشفى منه

يُصبح لعبةً لغويةً

الله..

يا مرض الخيال

أنا خلقتُ خطيئتي بيدي

حبيبي صورةٌ شعريّةٌ

..

مثلي ..

مجازٌ واقعيٌ

صورةٌ أخرى 

ومعنىً ثانياً.

***

 

كأي بنت مجنونة وجريئة

 عندي رغبة دائمة ومُلّحة وشرسة، رغبة ممزوجة بالقلق والفوضى والهوس والتطرّف والحنين وكل ما من شأنه أن يزعج العالم ويجعلني أتردد وأرتبك وأقضم أظافر روحي، رغبة لأن أكتب قصائد جميلة لفرط بلاهتها، قصائد مليئة بالفضائح، قصائد أفقد معها رموشي حين أشعر بغصة الحزن، وأفقد معها أصابعي حين أشعر بحنين الكتابة، قصائد طائشة وسريعة ولا تستقر على حال، ومن أجل كل ذلك سأبدأ الآن:

 سأحضر الأطياف الصدئة

 سأحضر قماش أبيض ألوثه بدم بكارتي

 ولأول مرة سأخرج لكم لساني كأي بنت جريئة ومجنونة.

***

خدعة

أكتبُ لأكون نفسي

 نفسي التي في مكان المصادفة 

 في حيّز الفراغ 

 

 مثبتة بإحكام 

 في كتاب الوجود 

 

 أكتبُ كي لا ينقطع ظلي 

 

 كي يبتسم الله 

 وأنا على صليب التجربة 

 

 نيئة وحمراء

 

 كي أثبت أني عرفتُ

 كي أثبت أني لم أعرف

 

 كي يعرف الجميع 

 أن خُدعة عرجاء وغبية 

 …

كُشِفَتْ أخيراً

***

 

عُشبة غريبة

 في ظروف مختلفة 

 في أوقات متباعدة 

 نسيت أشياء كثيرة 

 كتاب

 أقراط 

 ساعة يد

 

 وأنا أهم بمغادرة المكان

 أتذكر أني أنسى

 الكتاب

 الأقراط 

 ساعة اليد

 

 لكني أبتعد 

 أبتعد بما يكفي لأتدرب على الندم

 أتدرب على القلق 

 والألم الناعم 

 

 أبتعد بما يكفي

 لتنبت عشبة غريبة على رصيف روحي 

 

 فعلت ذلك دائماً

 أفعل ذلك دائماً

 

 وفي كل مرة 

 تقوى النبتة

 تشد جذورها بين حجارة روحي 

 على الرصيف 

 

 الرصيف ذاته الذي لفرط ما بالغت في الابتعاد

 وأنا أنسى 

 صار حديقة مليئة بالأعشاب الغريبة.

___________________________________

شاعرة من البحرين من إصداراتها: “أشير فيغرق” 2005، و”كف الجنة” 2007، و”يبكيا عشاق” 2010، و”السير وحيدة برفقة أغنية وكلب” 2013.

 

اللوحة من أعمال التشكيلي السوري نذير نبعة الذي فارقنا في 22 شباط 2016

*****

خاص بأوكسجين