قلاعنا لا يسقطها إلا فأر
العدد 174 | 02 حزيران 2015
قطع وصل


بعد ست سنوات، في عام 2021، سيحتفل سعداء الحظ الذين سيبقون أحياء، بمرور عشر سنوات على شيء حدث في 2011. الشيء لن يوصف، سيقول البعض إن اسمه “الربيع العربي”، ويقول الآخرون “الخريف العربي”. وصف “الشتاء العربي” لن يغيب عن الكلام أيضاً. وحده “الصيف العربي” سيُظلم. الصيف في اللغة العربية ليس فصلاً ذا دلالة. الله أعلم أين سنكون نحن، الله أعلم أين ستكون مصر والسعودية وسوريا وتركيا وإيران وإسرائيل، والله أعلم أين سيكون الباقون. ولكن ما سنتفق عليه من البداية هو ضرورة الإشارة لمرور عشر سنوات على “الشيء”، بدون تسميته، لأن تسميته ستشعل حروباً أهلية صغيرة. وفي الغالب، وتفادياً لكل المشاكل، ستسود صيغة واحدة وموحدة، “الشيء الذي حدث في 2011”.

من “بعد ست سنوات” – نائل الطوخي *السفير العربي

________________________________________

 

قديماً أكلت الفئران سدّ «مأرب» فانهار السدّ وانهارت مأرب وهوت. واليوم سقطت «تدمر» حين غزتها الجرذان، وكأنّ قلاعنا لا يسقطها إلا فأر أو جرذ. لقد ولّى ذاك الزمن الذي كانت فيه «بالميرا» مدينة المقاومين تشهد على عظمة «زنوبيا»، وهي تقارع على أبواب قلاعها «أورليانوس» الروماني في صراع مرير بين أرقى مدنيتين تتنافسان في الشرق القديم على امتلاك أسباب الحياة. فإذا بخرائب المدينة العتيقة أو ما تبقى منها يُكتب لها أن تشهد بحسرة على أبي بكر البغدادي وريث ممالك الظلام يعيد تأهيل المكان كلّه على صورة السجن الفظيع الذي آوته وتأويه «تدمر» الحديثة منذ عقود.

من “زنوبيا والجرذان” – إياد مقداد *الأخبار

________________________________________

 

نشرت السعودية إعلان وظائف يطلب تعيين ثمانية سيافين – أي قاطعي رؤوس – جدداً لتنفيذ أعداد متزايدة من أحكام الإعدام التي تتم عادة بحدِّ السيف. وقال طلب الوظائف، الذي نشره موقع خاص بالخدمة المدنية، إن الوظيفة لا تحتاج لأي مؤهلات خاصة وإن المهمة الرئيسة هي تنفيذ أحكام الإعدام بضرب العنق، كما تتضمن أيضاً قطع الأيدي والأرجل على المدانين حسب التهم الموجهة إليهم. وأشار طلب الوظائف الذي يحمل تاريخ الأمس إلى أن الوظيفة مصنفة ضمن الوظائف الدينية وأن راتبها في موقع متدنٍ من جداول مرتبات الخدمة المدنية.

من “إعلان عن فرصة عمل: مطلوب قاطع رؤوس !! ” – وكالة الأنباء الفرنسية

___________________________________________

 

انتشار المهنة جاء بعد دخول داعش، وهناك مئات السيوف والحراب والسلاسل تصنع كل يوم وتباع، والناس يستغلون رواج الصنعة هذه لتدبير معيشتهم، لكنهم مع الأسف لا يعلمون أنهم قد ينحرون بها يوما ما على يد من اشتراها!”…”شارع حلب وسط الموصل الذي يتخصص في تلك الحرفة بات يعرف بشارع الذباحين، فكل رواده من عناصر داعش، إذ بات حمل السيف إلى جانب البنادق التي يحملونها تقليدا رسميا لهم، كما حال الخناجر عند اليمنيين… وحتى دكاكين الحلاقة والوجبات السريعة في الشارع تحولت إلى تلك المهنة.

من  “داعش يُنعش صناعة السيوف في الموصل العراقية” – العربي الجديد

_______________________________________________

 

الصورة من الأعمال الفوتوغرافية للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان

*****