علَّمه النهرُ
أن البحرَ أبٌ يكذب
وأن الرياحَ صناديق
تخرج منها الأسماءُ
تخطف وجوهاً من قطار الضباب
وتركض وراءَ صنّارة
تؤرجح رغيفاً
………..
فجأةً تدوي الطلقات
وتسقط أسماكٌ من القطار
لم أكن أريد البكاء
إذا كان التفاح غالياً
فقل للبائع أن يرسم تفاحتين
واحدة لكَ والأخرى نعلِّقها للشتاء القادم
نتفرَّج عليها كالأرض
كلَّما باغتها النومُ
نغنِّي لأطفالها الذين لم يُولدوا
فتضحك
وقالت له أمُّه: عدْ سريعاً
وإذا لم تجدنا تركنا صورتنا العائلية
في الدرج
وأخرى رسمتها أنتَ على الهواء
وإذا لم تجد البيتَ ـ كثيرون
لم يجدوا بيوتهم ـ اصنعْ واحداً من الرمال
وافتحه بهدوء حتى لا تستيقظ
النمالُ وتجرّ النومَ خارجَ الباب
وإذا لم تجد العالَم فابكِ قليلاً
وتخيَّل أنه فراغ النشأة
وأنك آدم آخر
سيجد حواء ويأكلان معاً التفاحةَ المعلَّقة
ويتعريان للمذابح القادمة
لنخدع الشكَّ بعبورنا إليه
يُعار الزَّمنُ للغبار، لقرفصاء المجهول
وبَشْرَة الدَّسَم الخطأ الرُهبان
تُؤخَّرُ حصونٌ تتلاشى
ويهبط المسعفون
لتمريرِ السقالات المشدودة بخيوط المطر
هكذا الدُّوارُ الأشدُّ نزوحاً
سيلٌ من رضوض
دواجنُ أنحاء
ودَيْنٌ يغادر نوازعه
اصطفيني مرَّةً عيناً تؤتَمَن على الشقاء
وادخلي سمْعَ الصورة
وديانَ الفصول تُجمَع في نظرةٍ واحدة
هزِّي جلالَ اللون
لنخدع الشكَّ بعبورنا إليه
إذا أحببتُ شيئاً أغمضتُ عينيَّ
النظرُ طويلاً إلى الأشياء يخفيها
تسيل وتجفّ كماءٍ غابر
حرقته الشمسُ أو الوحدة أو الترقّب
النظرُ بحرقةِ ثباتٍ لما يتحرَّك يبخِّر فرحه الصغير
كشكلٍ ما ويلقي به في سواد البداية،
سيمرُ وقتٌ مرهق قبل عودته
لعينيكَ، لنرجسةِ نضاله كصورةٍ تُرى
ما تحبّه تقتله بالتحديق المستمر،
تحفر رقبته وأنت تطالعه
من الخلف وتخرج منها لوجهةٍ ما،
لفراغٍ ينتشله حصَّادون صامتون
كلُّ واحدٍ منهم لا يدري أين رأى نفسه سابقاً
نظرتُ طويلاً إلى أبي فماتَ وهو يرمق الأشجار
التي ارتفعت فجأة لتراه،
كان يتمتم أغنيةً قديمة
وتعزف أصابعه على السرير البارد
لحناً قفزَتْ كلماته من النافذة.
أحببتُ المدينة بعينيَّ فأرسلتِ الحربُ كلابها
بعيونٍ حمراء
وانتشرَ غبارنا عندما بدأنا نختفي
أحببتُ امرأةً فنظرتْ إليها مدينةٌ نائية
وذابت هناك بأطفالها الآخرين
الآن إذا أحببتُ شيئاً أغمضتُ عينيَّ ليبقى
لأرسِّخه كجنوني
وأُبادله قليلاً من الحياة
سقطت وردةٌ في عطرها
سقطت وردةٌ في عطرها
حملتها بنتٌ صغيرة إلى البيت
اشترت لها سريراً وطاولةً وحذاءً ومروحةً ورقيّة
أخذتها في العيد إلى مدينة الألعاب
وتدحرجت معها من لسان الشرفة
ركضتا بين الشجرات الزرقاء
ونامتا فوق السّطح مراراً
علَّمتها أسماءَ الليل والنهار وكيف تقول
أنا أُحبُّ الله وأختي
ومتى تمسح أذنيها من الناس،
كيف تضحك وترقص، وكيف تعبر الطريق كالفراشة
ولأنها نستْ أن تعلِّمها البكاء
عندما أردتها شظيّة
وقفت الوردة ولم تعرف ماذا ستفعل أمامَ الموت
وقفت طويلاً
ثم قالت: أنا أخت أختي وتبخَّرتْ
و معاً غابتا إلى الأبد
*****
خاص بأوكسجين