دخان قطارٍ متجه إلى الجنة
العدد 258 | 17 تموز 2020
مازن حلمي


 

قــرية

 

ذاهبٌ إلى الحقول

لأبارك عرس البقرة السمينة بالثور الهائج

أطمئن الشجرة،

التى تحلمُ كثيرًا بالنجار

وأضلّلُ أحصنة الملك،

 عندما يستجوبونني

عن الأميرة المختبئة بين أعواد الذرة

منذ الصباح، رسامون يُزيحون عن الشمس غطائها

فلاحون من بدء الخليقة يعملون بهمة

فلاحات يضحكن على مهرجٍ مرَّ بالصدفة

وأطفال يلعبون بعربة ذات عجلة واحدة

 أيتها الأميرة

 أَطلِّي بوجهك

عيناكِ ستكونان رسولًا بين العاشقين

ابتسموا أيها الاطفال

ستنير وجوهكم الغُرف

انتصبوا أيها الفلاحون

ستقفون عصورًا أمام زوار المتاحف

سيحملك التاريخ على ركبتيه أيها المهرج البائس

لن يزحزحكَ عن عرشك

طاغية ولا عاهرة

لا تتعجلوا أيها الفنانون، وتحمّلوا لوحاتكم

معي  ثلاثٌ نجومٍ فى جيبى

والسماء صديقة لنا، ثم إنَّ عيوننا تضيءُ  فى الظلام

لا تنسوا فى الخلف، الطاحونةَ البعيدةَ

ودخانَ قطارٍ متجه إلى الجنة.

 

شجرة

 

باكرًا

 ينهض الفلاحون إلى الحقول

كى يضعوها فى فم الأرض

ويعودون إلى بيوتهم

يحلمون بالثمار .

يدور حولها الحطابون

قراصنة

مستعدون للنهب

يفركون أيديهم

كمنتصرين

سينالون جائزة.

يرحب بها النجارون

مثل ضيفة عزيزة

اشتاقوا إليها

ويصنعون لها

 أربعة أقدام للجلوس .

يزيحون الأذرع جانبًا

(ما الحاجة لراحة اليد )

ستلقي التحية بنظرة

وبنظرة

ستقول وداعًا.

يوقفها فى البهو

 أصحاب البيوت

يلبسونها

ثوبًا أبيض  

يكللونها

 بتاج كبير

ينصبونها

 ملكة

والخادمة سحابة

كل حين

تسقي أزهارها .

*****

خاص بأوكسجين

 

 

 

 

 

 

 

 

 


شاعر من مصر.