مَوقفُ الدّجاجةِ (أ)
لَدى أختي جرحٌ فوق حاجبها الأيمن
تسأل أُمّي وأسألُ أنا
في تزامنٍ رقميٍّ
“ماذا أصابك؟”.
/
تُصاحبُ أختي ثلاثَ دجاجاتٍ
في الحوش
كلّ صباح،
تسرقُ بيضاتهنّ وهي تضحك.
كان انتقامُ
الدجاجةِ (أ)
أمراً لا بُدَّ منه.
الحياة المحدودَة لِكلابِ القَرية
في قريَتنا
يَملِكُ الناسُ كلاباً:
للصيد / للحراسة / لِمجرّد الامتلاك.
(لكن لا – ليست من أجل التصالح مع الحيوان – لا!).
يَجلبونها من أماكنَ بعيدة:
من صديق في ولايةٍ شمالية…
من شخصٍ يملكُ مجموعة كلابٍ
يَبيعُها بشكلٍ غير قانونيّ…
ماذا عن الكلابِ المسرُوقة؟
/
في القرية، يملكُ الناس كلاباً،
يُطلِقونَ عليها أسماءً أجنبيّة.
«جاك» للذكرِ منها،
«لِيزا» للأنثى…
مثلاً.
يحجزونها في بيوتهم
بدافعِ المِلكيّة؛
لكّنها دائماً ما تُفلحُ في الهروب.
تَقفُ وسَط الشّارع
ليمرَّ بِك كلبٌ لاهِثٌ،
لسانُه يصلُ إحدى أُذنيه…
يسألُك صاحبه سؤالاً روتينياً:
هل رأيتَ «جاك»؟ هل رأيتَ «ليزا»؟
حيثُ ستلاحظ
أنّ هذا السؤال، في الحقيقة
أغنيةٌ مألوفة،
وأنّ في هروب الكلاب من منازلِ مالِكيها
رفضٌ حيوانيٌّ ما.
المصدَر: الخروجُ مجدّداً
أخرجُ من المنزل؛
أنا في طريقي إلى «بوسعادة».
يقُولونَ في السُوشيل مِيديا
إن وسائل النقل ستستأنِفُ نشاطَها الأسبوع القادم.
ألبسُ تيشيرت رمادي واسع
وحذاء رياضياً مِن «adidas»،
أُسرِّح شعري
كما يسرّح الرجلُ شعره
في لوحة الانعكاس المستحيل.
تيشيرتٌ، يراهُ صبيّ في الشّارع المُقابلِ
ويقُول: يُمكن أن يدخُلَ فيه شَخصَان.
حقيبة الظّهرِ مُلتصِقة بي،
يراها الصبيّ ذاته، ويقول:
أنتَ أكبر سناً، تحتاج إلى حقيبة تشبه تلك التي يحملها معلّمي في المدرسة.
أفكّرُ بمدينتي،
أفكّرُ بالأشخاصِ هُناك:
شابّ أسمر يبيع التين الشوكيّ / إنّه جادٌّ وغاضب،
ولدٌ يُدحرِجُ أسطوانةَ غاز / إنّه يبتسم،
سائقو التاكسي يضغطون المزامير نحو بعضهم البعض / إنّها تحيّة متطوِّرَة.
امرأة مَاليّةٌ تربطُ ابنها على ظهرها:
حقيبةُ الظَهرِ مُلتصقةٌ بِي.
أفكّرُ بجذوريَ الإفريقيّة؛
صحنٌ من شرائح الدّلاع سوف يجعلني سعيداً حتى الشّتاء.
/
الشّمس هنا
تتحرك وفقَ خوارزمياتِ المدينة،
الظل هنا
غيرُ ممكن.
ثمار التوت الأبيض
تغطي الأرصفة،
يمر فوقها المارة بأقدامهم غير مبالين
مكرّرين كلمة “شمس” ثلاث مرّات:
كطقس عبادةٍ سُويديّ.
ليس بعيداً عن شجرةِ توتٍ ضخمة،
هناك حوارٌ شائك بين غريبين عن نوعيّة هذا التوت المزعج.
/
في انعكاس إحدى المرايا
أكتشف انني ارتدي كمامة سوداء.
أفكّرُ بمدينتي،
أفكّرُ بالأشخاصِ هُناك:
كل شيء يبدو مألوفاً…
أولُّ مرة جئتُ فيها إلى الحياة
كنتُ في «بوسعادة»؛
الحبلُ السُرّي لم يُقطَع بعد.
أغسطس 2022
*****
خاص بأوكسجين