حماسة حب صيفي
العدد 216 | 19 تموز 2017
عبير خليفة


الخوف في الأسفل

تعثرُ على غيمةٍ مسرعة

على امرأةٍ جالسة

تتأمّل من خلف زجاجٍ داكن

الخوف في الأسفل

وعلى أخرى

أخبرتِ البائع أنّ حياتها بعيدة

كمفرقعاتٍ على بعد أميال

تراها جيّداً

لكن صوتها يتأخّر في الوصول.

 

في الصفحة التالية

أحدهم فرّغ الجبلَ من الداخل

لئلا تخافه العصافير

وصرخَ هناكَ وحده

وآخر لا يجْفل

يُحكم إغلاق المرايا كلّ صباح

وينظر إلى عينيّ صاحبته.

 

في الصّفحة الأخيرة

لا يموت البطل

الخوف في الأسفل يقترب

ويستلقي بجانبي.

 

 

العشْرُ الأولى

 

تمرّ الأيّام العشر الأولى

من دون أيّ مُتغيِّر

عملي أعرفه

أبي يلتزم الصّمت

ويكترث بأخبار البلد السيئة

أمّي سعيدة في حزنها

أخي يُحافظ طوال الوقت على رضاه

أمّا جاري تفرّغَ للعنِ الحياة

بلسانِ سكان الحيّ جميعاً.

 

الأيام العشر الوسطى

تمرّ بعاديّة مفرطة

الضّجر على حاله

بينما جاذبيتي في انحدار.

 

أمّا في العشر الأخيرة

حماسة بداية الشهر كحماسةِ حبٍّ صيفيّ

تُسَوّى على الأرض.

 

هكذا تتوالى الشّهور

لكن حين أنظر إلى الخلف

أجدُ فواصل والتفافاتٍ نحو أزقةٍ بديلة

آمالٌ لم تكنْ

المللُ أوجدَها كثابتٍ أزليّ

وأحزانٌ ثقيلة على الوقت

فينقضي بلا أحداث كبيرة.

*****

خاص بأوكسجين


شاعرة من لبنان. صدر لها: "أنا الأميرة أنا الأَمَة"" (2012)، و""ما ماتَ يولد"" (2014)، و""أنْ تكرّرَ الأخطاء نفسها"" (2017).rn"

مساهمات أخرى للكاتب/ة: