حديقة حيوانات الخوف
العدد 180 | 12 تشرين الأول 2015
الياس صارم


1

ولدت عندما مات طائر الحب الذي أهداه والدي لأمي في عيد عشاقٍ وقع قبل أربع سنوات على ولادتي..

وهكذا قاما بوضعي في القفص بدل العصفور ونتف ريشي من الحب.

2

حين كنت تلميذا 

كنت من آكلي الطباشير

كنت أخمد حبي المستعر لمعلمتي بأن ألتهم ما تيسر لي من الطباشير أخمد به نار تنقلاتها الحارقة في دمي 

وحين وقعت بغرام امرأة 

صرت أسف رماد سجائري وأرمقها من بعيد

إلى أن جاءت يوما وسحبتني إليها

فأصبحت بين يديها الورديتين عاشقاً من الزومبي والفامبير.

3

أخاف من الكلاب والقطط

وبالتأكيد من الأسود والفيلة والنمور والفهود

حتى القردة أخاف منها

والطيور الجارحة

ولا أعرف إن كنت لا أخاف الأرنب فأنا لم أحظ بفرصة معاينة ذلك

على كلٍّ

في داخلي حديقة حيوانات الخوف.

 

4

تمخض الجبل فولد فأراً

تمخط الجبل فصار منزلقاً

وما من أحد صار بمقدوره الصعود

حتى الفأر

فقد رمى به الجبل إلى السفح

وحاول مراراً أن يصعده ففشل وفشل

وكان الماغوط يمر صدفة

وقال مقطعه الشهير

– أنا سمعته ولم أقع على كتاب له– 

“لم أجد في هذا الوطن تلة مرتفعة لأعلن عليها راية استسلامي.”

يبدو اقتباسي الماغوط مؤثراً، وأنا للحقيقة لا أطمح من هذه الكتابة سوى السخرية، لا أريد تعاطفاً، ولا تحريك مشاعر سرعان ما تنطفئ، لكن يبدو أن حسي الساخر أصابه العطب وسأبذل قصار جهدي لاستعادة عافيته..

الأمل ضعيف 

ربما في نص مقبل.

_________________________________

كاتب من سورية

*****

خاص بأوكسجين