ما يفعله العائدون
ثلاثُ سنواتٍ مِن الغياب تجلبُ أشياء ميِّتة وحُبًّا جديداً.
هاهو البيت القديم. الرَّائحة حقيقيَّة، حُبِّي:
هياكل العصافير عالقة بين الحائط والمزهريَّة،
فتفعلين ما يفعله العائدون: تحبِّين
ما تخبطينه بالمكنسة إلى أن
تتساقط العظام الجافةُ والرِّيش. مَنْ، حُبِّي،
يستطيع أن يجزم بأن هذا العصر أسوأ مِن غيره؟
ورُغم ما تعرفين وعرفتِه، الحبُّ
يعود كمدينتكِ أو صديقكِ القديم
الّذي يغطِّس البطاطا المقليَّة باللبنة. يسألونكِ، حُبِّي
أشفيتِ أم مازلتِ متفائلة؟
أما زالت المرأة الّتي تزرع الحبَّ
والورودَ في قنابل الغاز الفارغة
تجلبُ لكِ الأمل؟ يقولون: قليلون هم مَنْ يحبُّون
مثلكِ، ولكنَّهم ينسون
(لقد مضت فترة) بأنهم أيضًا يحبُّون
الزيتون، رُغم تعبهم مِن القصائد الغنائيَّة
والرِّثاء. تنهضين وتتقفين الحبَّ
تنظرين في المرآة وتقرئين الأخبار. أحيانًا
تتسائلين كيف يمكن لحبيَّن
متناقضين أن يستمرا؟ تتذكَّرين بعدها
بأنَّ القيادةَ بعيداً يمكنها أن تعبر الحبَّ
والحدود وبعض الأيَّام. لا يمكنك تنبّؤ
ما سيقرره الزمن. كيف هو المشهد، حُبِّي؟
*
قُل حب قُل الله
أحببتُ فكرة حبٍّ مستحيل.
قيل لي حبٌ مختلفٌ كهذا لا يمكنه
أن يخلق أطفالاً بأرواحٍ
تستحقّ أن يُصلَّى عليها. ولكن تلك القصص
في الإنجيل والقرآن،
حُبِّي، كنَّا نعي معانيها.
عندما قلتَ خطيئة، حُبِّي، لم تقصد
ساقيَّ، أو كيف قد كنتَ داخلي.
عندما قلتَ خطيئة، كنتَ تقصد
كيف ينسى المرء. أتذكر
كيف نمنا عاريين؟ كنتَ هناك.
كنتُ أؤمن بأنَّ الحبَّ أبديّ، لاعقلاني
مُتعَب أحيانًا. الشّمس تبدو كأنها تعبد
أجساد صِغار السِّن فقط. عندما أقول كِبار السِّن،
أعني بُعد سفرنا، حُبِّي، ورجوعنا.
عندما أتمشَّى في مدنٍ جديدة، دائمًا
ما أفكرُ فيكَ، حُبِّي. أقول لكَ، انظُر:
قصصٌ وقصصٌ وقصص.
أحيانًا الجنَّة هي حين أكون بعيدةً عنكَ، حُبِّي.
أحيانًا الجنَّة هي كلانا فقط. أعرفُ
أنَّكَ تتفهَّم. الأحبَّاء التافهون فقط يريدوننا أن نعبدهم.
أحببتُ فكرة إلهٍ مستحيل.
قيل لي إلهٌ مختلفٌ كهذا لا يمكنه
أن يخلق أطفالاً بأرواحٍ
تستحقّ أن يُصلَّى عليها. ولكن تلك القصص
في الإنجيل والقرآن،
إلهي، كنَّا نعي معانيها.
عندما قلتَ خطيئة، إلهي، لم تقصد
ساقيَّ، أو كيف قد كنتَ داخلي.
عندما قلتَ خطيئة، كنتَ تقصد
كيف ينسى المرء. أتذكر
كيف نمنا عاريين؟ كنتَ هناك.
كنتُ أؤمن بأنَّ الله أبديّ، لا عقلاني
مُتعَب أحيانًا. الشّمس تبدو كأنها تعبد
أجساد صِغار السِّن فقط. عندما أقول كِبارالسن،
أعني بُعد سفرنا، إلهي، ورجوعنا.
عندما أتمشَّى في مدنٍ جديدة، دائمًا
ما أفكرُ فيكَ، إلهي. أقول لكَ، انظُر:
قصصٌ وقصصٌ وقصص.
أحيانًا الجنَّة هي حين أكون بعيدةً عنكَ، إلهي.
أحيانًا الجنَّة هي كلانا فقط. أعرفُ
أنَّكَ تتفهَّم. الآلهة التافهون فقط يريدوننا أن نعبدهم.
*****
خاص بأوكسجين
شاعر من لبنان، تكتب بالعربية والانجليزية. من إصداراتها: "أن تعيش في الخريف" (2013)، و"أغنية عربية" (2016)، و"أعلى من خفق القلوب" (2016).
