القصيدتان من مجموعة “سيرك الحب” الصادرة أخيراً عن “محترف أوكسجين للنشر”:
عنِ القمر والمبالغة في القُبل
إلى زياد عبدالله
تلقينَ نظرةً على القمر من خلف السِّتارة وسيجارةٌ بين يديكِ
وتجدينه تافهاً
يسطعُ بلا معنىً
في هذه السَّاعة الحاسمة منَ اللَّيل
إنَّه جبانٌ في مواجهة العُواء الَّذي ينهش ما تبقَّى من قلبك الصَّغير.
تفضِّلينَ شمساً حارقةً على شاطئٍ جميلٍ
مع ابن قحبةٍ لطيفٍ
يصرف عليكِ دون حسابٍ
ولا يبالغ كثيراً في التَّقبيل منَ الفم.
في البار عليكِ أن تتحوَّلي إلى ذَكرٍ
وتزيدين منَ القسوة في النَّظرات.
التَّنورة فوق الركُّبتينِ سلاحٌ
وصوت المغنِّي يخطفكِ نحو تلك القارَّة التي تريدين نسيانها
القارَّة التي حوَّلها الويسكي المغشوش
إلى شبه جزيرة.
سؤال المال الذي يسيطر عليكِ خفَّت ضرباته الآن
في “الواتساب” رسائلُ مشجِّعةٌ
والنَّادل أقلُّ عدوانية من تلك السِّيدة المتشنِّجة التي تحسب أنفاسكِ وكؤوسكِ من بعيد…
الحبكةُ جاهزةٌ
والشَّخصياتُ تنضج بين الطَّاولات
والسَّرد زوجٌ سكِّيرٌ
والتّوتّرُ، عموماً، خفيفٌ.
سعار الزَّبائن يرتطم بالجدران ويهوي
والباب يحتلُّه حارسٌ ضخمٌ
يقضم شوكولاتةً ممزوجةً بالشَّتائم
ويفترس في خياله ضحايا منَ الرُّواد الجدد المغفَّلين.
رِفقُ النَّادل يتعاظم
والسَّيِّدة المتشنِّجة ترقص مع مهاجرٍ أنيقٍ
والأستاذ الجامعيُّ يفرك نظَّارته متحدِّثاً بصوتٍ عالٍ
إلى جليسٍ أمامه جبلٌ منَ القناني الفارغة
يبادله الإعجابَ
ودرجةً مُعيَّنةً منَ الإحباط.
تسرقينَ نظرةً أخرى إلى القمر
وتقتنعين أنَّه فعلاً كائنٌ وضيع…
الدَّرس السَّادس
إلى بلال سنيتي
تلك القواقع التي التهمناها معاً
ما يزال مذاقها في فمي.
ذلك البحر الذي طهَّر أعيننا في الفجر
ما زالت أمواجه تهدر في أذنيَّ.
ابتسامةُ النَّادل المعجب بحبِّنا وهو يفتح لنا البيرة العاشرة
صارت ابتسامتي الآن.
الشَّاماتُ الخمس التي أحصيتُها في جسمك
أراها كلَّما أغمضت عينيَّ.
ذلك الرَّمل الذي ترنَّحنا فوقه من فرط الجنس
أحسُّ به يذوب تحت قدميَّ.
أمَّا ذلك الخراءُ الهائل الذي نسيته وأنا معكِ
فأنا غارقٌ فيه الآن.
*****
خاص بأوكسجين