في ما يلي مختارات وجيزة من قصائد آنا دو نواي أو الكونتيسة آنا دو نواي، وهي شاعرة وأديبة فرنسية ولدت عام 1876 بباريس من عائلة برجوازية. صدرت مجموعتها الشعرية الأولى “قلب متعدد” عام 1901 مما سلَّط عليها الأضواء وجعلها من النخبة الثقافية الباريسية بصداقتها التي جمعتها بجان كوكتو وغابريالا سيدوني كوليت، وصولاً إلى مارسيل بروست وصداقتها المديدة معه لحين وفاته عام 1922، فهي لم تكن صديقة فقط، بل ملهمة بنى عليها إحدى الشخصيات النسوية في “البحث عن الزمن المفقود”.
توفيت دو نواي في أبريل 1933، مخلفة عشر مجموعات شعرية، وثلاث روايات والكثير من المقالات والحوارات في الصحف، وأعمال لم تنشر إلا بعد وفاتها.
ومضات
كن بعضاً
من الظلِ أو كائناً
من صمت.
…….
الوجوه التي لا نحبها،
تظهر على نوافذ
الأحلام…
…….
أكتب لليوم الذي لن أكون فيه
أو لتقصي أثر الهواء
واللذة اللذان أثراني.
…….
إلى امرأة
الكون ليس مُلككِ،
رغم نظرتكِ المبهورة إليه،
لا هو لكِ ولا أنتِ له.
………..
مسكينةٌ هذه الروح التي ترهقكِ
حتى تتساوى الأصياف.
………..
حطمي جرأتك المُتكبرة،
وتلك الروح العالقةُ بالجسدِ الهشِ.
………..
اللازورد المتألق يتوعدكِ
بالضجر
الهرمِ
والموت.
لكن إن ساق لك القدر الحاني،
حبيباً ودوداً يسندكِ،
فتذوقي دفئه وسخاء أبوته،
فهي الابديةُ الوحيدة التي تعيها الكائناتُ.
***
هذيان
سينهينا هذا المساء،
أمام هذا الغروب الشاسِع
البهيج.
………..
أي حُلمٍ يحترقُ بداخلي،
لكم أنا تعيسةٌ ووحيدة،
تحت هذا الشراعِ المعطرِ
والكفنِ المُلتهِبِ.
………..
بلا جدوى أُغلقُ عيناي
توقفي أيتها الموسيقى!
انطفئي أيتها الاضواء!
فالقلبُ الشفيفُ،
يحتضر تحت الجُفون.
***
وصايا
الحياةُ المُتوقدة تنسلُ من المساء.
فتشيع من فتوتك،
الوقت يتسربُ
كلمحِ بصرٍ من حبات العنب إلى المعصرة
من انبلاج الفجر حتى طلوع النهار.
دع روحك تنقاد إلى
عبق الأمكنة،
واصطخاب الموج.
أحبِب جُهدك،
آمالك،
غرورك،
وحتى الحُب فهو أعمقهم.
*****
خاص بأوكسجين