أشباح جائعة
الأمر هنا لا يتعلق بمؤثرات أفلام الرعب:
ملاءات طويلة بيضاء، موسيقى مخيفة،
رياح قوية تُطيّر الستائر،
غابات وأشجار مشتبكة.
الأمر هنا يتعلق فقط،
بحدَّ ورقة بيضاء .
_وذلك ليس مجازيا_
وحى أتخفف منها:
جربت كل حدود الأشياء في خيالي
سكين، موسى، خنجر، زجاج …
وظل الأكثر رعبا وإلحاحاً.
ورقة بيضاء .
فقط ورقة بيضاء حادة،
وخالية من كل شيء .
تمر على أكثر المناطق حساسية…
في جسدي.
وعندما ضَعُفَ خيالي:
قَيَّدوني…
قيدوا يدي
وقدمي
وفصلوا أصابعي عن بعضها..
حتي لا أستطيع أن أحيل ألمي
إلي مكان آخر..
ورأسي في الهواء.
رأسي في الهواء يعوم
ويغرق.
يعوم، ويقاوم الغرق..
والمسافة طويلة بينه
وبين أي حائط صلب..
فكان عليّ أن أغمض عيني
وأحارب فقط بذاكرتي..
” دعنا نصلي حتي لا يحترق الخزين” يا بونويل.
أتذكر، وأغني:
أنهارٌ من الحليب
أنهارٌ من الدماء
أنهارٌ من اللعاب
ليشبعوا الورقة العطشى.
أنهارٌ لزجة
أنهارٌ معرورقة
أنهارٌ منسابة
ليتخموا الورقة العطشى.
الورقة العطشى تطفو.. تطفو
تشرب.. تشرب
تشبع.. تشبع
وتختفي.
– ( I want you to melt into the water )
وكان عليّ أن ألقي في كل نهر عروساً بكر اً
حتى تزوّده بإمكاناته.. فيفيض… ولا يتوقف.
Blind Fold Fetish
” للعمى أن يصير سكسي”
وخصوصا مع امرأة سايكو مثلي…
ربي العزيز، أنا بين يديك
ضعيفة وعمياء
مصفدة وعاجزة
بيضاء وفارغة
املأني بما تريد
حتي أصل إلى
النشوة.
وفجأة حسيت أول ما الولد رمى الحجارة في المية، إني هانط زيها، ببساطة وبدون أي تفكير أو إرادة
وقولت لنورهان بسرعة أول ما خفت وشكّيت إن دا ممكن يحصل فعلا: يانورهان، أنا حاسة إني عايزة أنط دلوقت.
وبعدها فهمت ليه قولتلها كدا..
والآن أتذكر إني قرأت هذه الصورة من قبل، أقصد صورة الحجارة، وهذا لا يقلل من صدق حدوثها، ويوجد شاهد عيان.
-ديجافو في الكتابة؟
والكتابة عمى وانجراف
والصمت معرفة وثبات
وما بينهم ألم معاق
وأيام طويلة.
ربي العزيز
أنا كالحجارة بين يديك
القني في اليم
كما تشاء
اسلبني كل إرادة
واجعلني راضية.
أشقُ طريقاً موحلة، في الكذب \ الالتواء
حتى أصل إلى الحقيقة، وأبكي…
والباحث عن البكاء، كالباحث عن الأورجازم، ولا يجده.
على الواحد أن يعترف في النهاية إنه يعاني من موهبة ما، وعليه ألا يخجل منها !
عليه أن يعترف بألمه التافه \ المخزي، حتى يعالج نفسه منه،
عليه أن يعترف بأنه يتمسك بالحياة في النهاية،
“سأحيا حتى يوجعني قلبي “
وأنا أيضا رأيت ذلك.
ربي العزيز
جردني من إنسانيتي.
كل أمنية طالبتك بها اغفرها لي،
قبل أن تصبح ضدي
آمين.
وأنجرفُ…
*
أشعرُ هذه الأيام أن هذه حياتي، فجأة !
لكن:
“كنت دايخ، ولا خايف أقع “
وأنظر إلى العالم من خلف اللهيب:
العالم متمايل .. متماوج.
العالم جميل .. ومخيف.
العالم نشوان.. ومريض.
ومع كلِّ عبور..
تنشطر
هذه المرايا،
ومع كلِّ عبور …
يجب
أن تصفعك لمعة الألماس
ويغمى عليك.
وهكذا يستمر العالم
إلي حيث يبلغ نهايته،
ونقاوم الحياة كما تقاوم النار الرياح،
وأنجرفُ …
*
نصٌ أخير:
كل ما أريد قوله، ينفلت كالزئبق من يدي .
كل ما أقوله، يصير ضدي
يخلقني .. فأقتله،
كل الأشياء خارجة عن بعضها،
و “الرجل الذي فقد عقله
فأخذ يقوّمه بالطرق
على الحديد،
وحين يتوقف يدخن سيجارة
ويكلم نفسه
ربما الكلام يخترق حاجزا ما
ويدرك مكانه ويستقر به
فيصرخ بأنه حزين
وبأنه فقط كان يحتاج هذا التعبير
لكي يسترد ما فقده.. “
سيقال إنه حاول في النهاية
لا شئ ينقذنا.
لا شئ يسكتنا.
لا شئ يرضينا.
ودرويش أول ما حسّ أنه قدر يمسك القول في فمه، مكانش عايز يسكت، مكانش عايز يسيب القصيدة من إيده،
“لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي”
و روبرت دينيرو في فيلم
” Awakening”
أول ما صحي من نومه، تبّت في نفسه، وتمنىى أنه يحيا حلى يوجعه قلبه برضه،
بس للأسف في النهاية نام، والنوم نام عليه.
*****
خاص بأوكسجين