أقسم أنّه ليس ظلّي
العدد 246 | 01 آب 2019
توفيق بن حنيش


 

لم أكن أعرف أنّ الشّرطيين كان يتبعانني منذ خرجت من عيادة الطبيب. كنت أسمع وقع أقدامهما على الطريق ولكنّي كنت ألتفت فلا أرى أحدا. وما إن مررت بالقرب من عمود الإنارة حتّى ارتميا عليّ وأمسكا بي وهما يصرخان في وجهي:” أنّى لك الإنكار أيها المجرم. كنّا نعرف أنّك اجتهدت في تغيير ملامحك بصبغ شعرك وحلق شاربك وتغيير مشيتك وحتى صوتك. وكنا نعرف أن هذه الملابس التي تلبسها لا تناسب عمرك ولكنّنا لم نكن نملك ما نقيم به عليك الحجة حتى حاصرك الضّوء وانفلت منك ظلّك الذي لم تجد له بديلا. “

ساقني الشرطيان إلى “المركز” وهما يتناوبان على تكميمي والإضاءة ورائي لئلا ينفلت منهم الظلّ الحجة. وفي الأثناء


كاتب من تونس.

مساهمات أخرى للكاتب/ة: