أزرق قاتم
الرحلة دائماً قصيرة
أحب تكرار الرقم 90 على الكاسيت الفارغ
أعلى ركبتكِ المطلة من الجينز
و
في لوحة الشارع
الذي سيُسمى لاحقاً بعنوان كتابي.
في طريق العودة
تركنا صاحب الكشك يلصق صورة مادونا فوق إعلانٍ انتخابي
بدأ الرصاص يعزف ألحانه في السماء التي فوقنا
لم نفزع ..
واصلنا المشي كمُمثليْن يتدربان على مشهد ساخن
لعقتِ لساني دون مقدمات
بينما كنت أفكر في كلبٍ أسود
وغربان،
تأكل من رأسيْنا المائلين
ونحن ندندن لحن أغنية غريبة.
***
أزرق بعيد
المرغوب ممنوع بشدة
الممنوع مرغوب بشدة
أتلكأ بينهما كشيخٍ عجوز في الثمانين
ممعناً في التمسك بطفولة لا تتوب عن حرمانها
ولا يُغفر لها شيء.
أصابتنا الحياة في مقتل
فكانت جحيماً خالصاً بقية العمر.
***
أزرق فاتح
سيمضي إلى سريرهِ القديم في الركن
حين تسقطُ قذيفة الهاون على رؤوس الناس بالحي المجاور
يتألم كأيِّ حيوانٍ أليف اعتادَ حياة المدينة
ربما يفكر في امرأة خضراء، في ساقية الماء، في الزيتونة ..
تحكُّ بغضبٍ زجاج النافذة.
***
أزرق بحري
أهربُ من رائحة الموت التي تطاردُ ظلِّي إلى هذا المدى المفتوح ..
أُملِّحُ الأحلامَ البعيدة
ألفُّ السجائر للأصدقاء
أستفزُّ الطفل الذي بداخلي
أعاركهُ كأننا أعداءٌ حقيقيون
دون أن تسيل دماءٌ بيننا
أو نترك أثراً على رملِ الشاطئ.
***
أزرق حالم
الغريب أنَّ هناك دائماً موسيقى في الجوار
هناك أشياءٌ لن نتذكرها بعد الآن
لقد فاتنا أن نكون ملائكة
ولن تنبتَ لنا أجنحة أو ما شابه ..
آخر المشوار بضعُ خطواتٍ على أرض كاذبة
أو قولي دموعك العارية
ونعشي المحمول في الهواء.
*****
النوم في بطن الحوت
من خدشٍ في المرآة
يمكنُ أن تسيلَ ملامحي
تندلقُ مع هذا المطر النمساوي الحزين
إنها التسعينيات المعلَّبة يا هيلغا ..
تمرُّ الظهيرة دون أن تدخلي من بابٍ تركته موارباً
في الانتظار لا يحدث شيء
والموسيقى التي خبأتُها في مكان ما
تخرج الآن كالعشب من شقوق الجدران.
أنتِ كعادتك لا تأتين مرَّتين
ولا أظنُّ ستخطئ الباب امرأة أخرى.
النوم في بطن الحوت
كالنوم في منتصف الحكاية
مريح
وغير إجباري.
اللعنةُ حياة سابقة
اللعنةُ وما بعدها
اللعنة ..
بينما فارغاً منكِ
أنامُ
كثلاجة معطلة في الركنِ المقابل.
__________________________
شاعر من الجزائر
الصورة من أعمال الرسامة والمخرجة المصرية سلمى الطرزي
*****
خاص بأوكسجين