صدر عن منشورات المتوسط في ميلانو رواية جديدة للكاتب المصري وحيد الطويلة، بعنوان “حذاء فيلليني”.
تقع الرواية في 184 صفحة من القطع الوسط، وتتوزع على أربعة عشر مشهداً. ويشير الطويلة إلى أن عناوين مشاهد الرواية “تتقاطع وتتعامد مع عناوين سيرة المخرج الإيطالي فيديركو فيلليني؛ إما بشكل رمزي أو اعتباطي، وأي تشابه بين افتراءات السارد وبين حياة فيلليني واختلاقاته، هو محض استعارة فقط!”.
هذا وكان الطويلة قد أصدر رواية سابقة بعنوان “باب الليل”، حظيت باهتمام نقدي واسع وطبعت عدداً من المرات، ويقدّم الطويلة في جديده “حذاء فيلليني” تجربة مغايرة تضعنا أمام تركيبة فسيفسائية جهنمية من الأنواع الحكائية، التي تمزج في بوتقتها بين الفن السابع وسيرة صناع سينما المؤلف وتقنيات المونتاج وسيرة التخييل الذاتي والتحليل النفسي والتحقيق السيكولوجي، وكل هذا بلغة ذات طاقات إيحائية شاهقة، وضمن بناء معماري دقيق.
يهدي وحيد الطويلة روايته إلى “من صرخوا ولم يسمعهم أحد. إلى من لم يستطيعوا أن يصرخوا”
وحمل غلاف الرواية ما يلي:
لماذا وجد بطل الرواية نفسه في هذا المكان؛ من دعاه؛ أية جريمة اقترف؟ لماذا غضب عليه الضابط. لم هذا التحقيق الذي أجرته الشرطة معه؟
نتعرف على حياة مطاع الغريبة في هذه الرواية التي تتحدث عن عالم غريب وكابوسي. وتتخذ من المخرج الإيطالي فيلليني قناعاً، ومن سوف يكتشف الحقيقة المفجعة سيدفع ثمنا باهظاً من لحمه و دمه و سيرته .
ونقتبس من الرواية هذا المقطع: “حتى فيلليني هذا مجرم أيضاً، يتخيل نفسه زعيماً يجب أن يسبق اسمه اسم رئيس إيطاليا في صفحة إيطاليا من موسوعة جينيس، وصوره في الصفحات الأولى تسبق صورة الرئيس، بل واتته الجرأة والحماقة معاً ليؤلف أفلاماً من رأسه بلا ورق مكتوب ولا مخطوط تراجعه السلطات، نحن درسنا حالته لنعرف حالتك، يتخيل نفسه حاكماً بأمر السينما يفعل بالمشاهدين ما يشاء، لو كان هذا الفيلليني عندنا لسحلناه، ولك أن تسأل المخرجين في بلادنا، إنهم وطنيون ولا يستطيع واحد منهم أن يطرح مجرد فكرة من رأسه أو يتقدم لتنفيذها دون موافقتنا.
أنت لم تتخيل لحظة أنني أعرفه، أو أننا لا نستخدم أفضل الوسائل لتعليم الضباط، لقد رأيت فيلمه الذي يصف فيه الأولاد الذين يتحرشون بالنساء وبكل شيء، ولم أنس تعبيره: العجول الكبيرة التي لم تفطم بعد، ثم صار فطامها على الدم، لو وقع في يدي لعلمته كيف يصنع فيلماً، ولعلمته كيف تسفَح الدماء..”