انقضَّ عليَّ الزمن كنَمِر!
أعود وأردد:
انقضَّ عليَّ الزمن كنَمِر!
فإذا هي الحقيقة الوحيدة الماثلة أمامي، يكادُ ينهشني ويفترسني، ألا أيها الزمن النَّمِر!
“نَمِرُ يا نَمِرُ يا متقداً وهجاً
في غابات الليل
أيُّ يدٍ آبدةٍ أو عينٍ
تحيطان بتناسقك الرهيب؟
في أي أعماق أو سماواتٍ
تشتعلُ نارُ عينيك؟”[i]
أتقوّى بـ نَمِرِ وليم بليك، أجعله معادلاً للزمن، هو المتربص أبداً، يشحذ مخالبه ويلمّع أنيابه متأهباً لوثبته العظيمة، و”أي سلسلة وأي مطرقة” تحول دون انقضاضه! وترويضه محض خيال ووهم!
بالكتابة أتناسه، أتجاهله، أخاطبه قائلاً “من خلق الحَـمَلَ خلَقك…” وعلى هدي رواية أكتبها؛ أعيش، منذ أكثر من خمس سنوات، تصارعني وأصارعها، تخونني وأخونها، لا أطلبُ معجزة يارومير هلاديك[ii] أمام فصيل الإعدام، وهو ما بين أمر إطلاق النار وتنفيذه عاش عاماً كاملاً وأكمل مسرحيته “الأعداء”… ألا أيها النمر أمهلني، ولا تخرج من بين الكلمات وتلتهمني! اجعل من الدقائق سنواتٍ بحق، أجّل وثبتك العظيمة!
_____________________________________________
[i] من قصيدة “النمر” لوليم بليك بترجمة سعدي يوسف، وكل ما هو بين علامتي اقتباس منها.
[ii] بطل قصة بورخيس “المعجزة السرية”.