أحبَّ صديقي مُصارعةً! فأمضيت الأشهر الماضية أتخيل نزالهما في السرير، ومن يثبّت الآخر أو يطيح بالآخر بالضربة القاضية؟ وحين أوردت التوصيف الأخير، قال لي صديقي:
– القاضية تحدث فقط في الملاكمة!
فاعتذرت. وأردف:
– كلي أمل بضربة قاضية وأنا لا أفعل شيئاً سوى الترنُّح والتمسك بحبال الحلبة.
وانعكس ذلك على منامتي إذ خرج عليّ في واحدٍ منها مصارع سومو، تحوَّل فجأة إلى عارضة أزياء بجسد المصارع، وبالتالي اضطررت للاعتذار من مصمم الأزياء، إلا أنه لم يقبل اعتذاري، وحشرني في زي غريب وقال:
– هذا آخر أمل لك بالتنكر والنجاة. فإن عُرِفت فإنك مقتول لا محالة..
وراح يردد إلى ما لانهاية عبارة واحدة من أغنية لصباح فخري: فإذا تفتحت الشفاه ثواني .. نورت دنيانا .. و أحييتىي القتيل.
وكاجراءات احترازية في مواجهة القتلة شاهدت مئات المرات ملاكمة شابلن في “مدينة الأضواء”، وخلصت إلى أنه تكتيك خارق في منازلة أي خصم بما ذلك الحياة نفسها، تختبئ خلف شيء ما وتوجه ضربة كلما سنحت الفرصة وهكذا دواليك، وفي النهاية لابد من ضربة قاضية!
وبناء على ذلك أوقفت مشروعي المتمثل بتحولي إلى “أبو عضل” مثل “هالك” الأخضر المجنون، رغم أن الأمر بسيط لا يتطلب سوى التلاعب بانزيم أو بروتين في الجسم مسؤول عن الحد من النمو اللا محدود للعضلات، وقد جُرّب ذلك على فأر فصار “هالك”.
وهكذا اختبأت وتفرغت لكتابة وصيتي، وكلما قطعت شوطاً طويلاً أدى إلى كتابة مئات الصفحات، أضفتُ عليها وأفضت إلى مئات أُخر، وهكذا توالت الكتب، وبت أسدد ضربات ضد القدر وهو يرد بالمثل وأكثر، بانتظار الضربة القاضية.