مهدي سلمان يوقظ آدم المنسي
مهدي سلمان يوقظ آدم المنسي


صدر عن منشورات المتوسط – إيطاليا، كتابٌ شعريٌّ جديد للشاعر والمسرحيّ البحريني مهدي سلمان، حملَ عنوان «آدم المنسيّ».

يعيدُ مهدي سلمان قراءةَ التاريخ، وسرديّاتِ الوجود، بلغة شعريّة رفيعة. يقولُ مهدي:

 

أنا القبيلةُ

 

رأيتُ صحراءً، فصحتُ: أنا القبيلة

لم يكنْ أحدٌ سواي يصيحُ من خلفي

ولم تُحنَ الرقابُ لخطوتي،

لكنني قرّرتُ أن ألدَ القبيلةَ

 

ألدَ الجماهيرَ، العبيدَ، التابعين، المؤمنين، الصحبَ والأنصار، والشعبَ، الرفاقَ، المعجبينَ، الثائرينَ، الخاضعينَ، المستغيثين، الرّعاعَ، المستريحينَ، الملايين العزيزةَ، والذليلةَ.

***

يقرأ صاحب السماء تنظّف منديلها البرتقالي، التاريخ من زاويتهِ الخاصة، ويحاولُ أن يرمّمَ الثقوب الموزّعة خلف ظهرانيه، غيرَ ملتزمٍ بشكلٍ شعريّ واحدٍ، بينَ نصوصٍ سرديةٍ يكسو الشعرُ مفرداتِها، وبين قصائد على التفعيلة، يحاولُ مهدي إيجاد صياغات جديدة للموروث. فصاحبُ ديوان أخطاء بسيطة لا ينكرُ الأخطاء البسيطة في «آدم المنسيّ»، لكنّهُ يحاولُ تبريرَها، مبررًا من خلالها رغبات الإنسان، ونزعاتهِ الطبيعيةِ إلى كشف كلّ ما هو مستور، وإلقاء نظرةٍ على السريّ في الميراث.

 

أنا آدمُ المَنسيّ

أوّل مَنْ رأى.. فأفاقَ

شاهدَ كل شيءٍ ينتهي في كل شيء

 

– كيفَ أُخفي السِّرَّ؟ أنجو منه؟

ركَّبتُ الحقيقة من صدى الأوهام

قلتُ أعيشُها وحدي

ولكنْ، لم أكنْ وحدي

لقد أَورثْتُ وَهْمي.. للجميع.

***

 

لكنّ كتاب «آدم المنسيّ» لمهدي سلمان، رغم ما يحملهُ من مبرراتٍ للإنسانيّ في سيرةِ الوجود، يريدُ في حقيقتهِ أن يعلن الاحتجاج، الاحتجاج الصارخ والصادق ضدّ كلّ ما يجري للإنسان في العالم، محمّلًا بيأس لا تخطئهُ عين. يأسٌ أنتجَ تاريخيًا الكثير في صنوف الآداب والفنون، مثلما دفعَ مهدي لإنتاج جديدهِ عبر سلسلة براءات في منشورات المتوسط.

«آدم المنسيّ» لمهدي سلمان، كتابٌ شعريّ صدر في ٦٤ صفحة من القطع الوسط، ضمن مجموعة براءات التي تصدرها المتوسط وتنتصر فيها للشعر والقصة القصيرة.