“إيروتيكا” ريتسوس بالعربية
"إيروتيكا" ريتسوس بالعربية


صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط في إيطاليا كتاب الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس “إيروتيكا” (ترجمة: تحسين الخطيب)، وجاء الكتاب المؤلف من 128 صفحة من القطع المتوسط، حاملاً لعوالم ريتسوس العميقة المترامية وهو يمضي في تعقب الشغف والشبق بأسلوبه الخاص، هذا وقد جاء على غلاف الكتاب ما يضيء على عوالم هذا الكتاب: “يانس ريتسوس وعلى نحو غير قابل للنّقض، بين الشغف والشّعر، وبين عشق جسد المحبوبة وجسد العالم بوصفهما واحدًا. جسدها جسر يقوده إلى العالم الخارجيّ، ومن تجربته معها يستمدّ شجاعته للاستجابة- بحسّيّة إيروتكيّة على نحو ما- إلى كلّ تنوّع العالم، وإلى عناق هذا التنوّع أيضًا، دون أن يُخفق في التّفريق بين الحقّ والباطل، متحمّلًا مسؤوليّات الإنسان بوصفه حيوانًا سياسيّاً. يتوجّب عليه أن يكرّس حياته: لمديح التنوّع اللّامتناهي لجسد العالم تارةً، ولإدانة كلّ ما هو باطل وشرّير تارةً أخرى. ولكنّه يدرك، مثلما أدرك شعراء كثيرون من قبله، بأنّ الحبّ أو الشغف الإيروتيكيّ يبدّد القوى الإبداعيّة مثلما يضاعفها أيضًا، ويصبح وفاءً/تحقُّقًا مكتفيًا بذاته. وآن يفترق حزينًا، محتفظًا بهالة ذلك التّحقُّق الذي يستطيع به أن يضيء حبّه للعالم، ولعمله بوصفه فنّاناً، يعرف الشاعر ضرورة إدانته لنفسه على تلك الوَحْدانيّة، وتلك العزلة، التي هي في الغالب قدر الشخص المبدع. فنراه، كتعويض [عن ذلك]، يلاطف العالم كما يلاطف جسد المحبوبة العاري، ثمّ يُزيّنه بكلام شهوانيّ”.

الكلماتُ

تثقبُ الورقةَ

تخرجُ منَ الجهةِ الأخرى

أحدُ الأجسادِ

يخترقُ الآخرَ

ولا يخرجُ من الجهةِ الأخرى

الخزّافُ

بائعُ الفاكهةِ

الجزّارُ مع كلبهِ

يبزغُ القمرُ

تسقطُ ورقةُ أشجارٍ على الإسفلتِ

يتلقطها الرجلُ الأعمى.

يُعدّ ريتسوس  (1909- 1990) أحد أعظم شعراء القرن العشرين. انتسب عام 1931 إلى الحزب الشيوعي اليوناني، وظل مخلصًا لمبادئه حتى آخر أيّامه. قاوم الحكم العسكري لبلاده، فسجن ونفي، وأحرقت أشعاره علانيةً، أمام معبد زيوس، في سفح الأكروبوليس، وسط العاصمة أثينا. رشح لجائزة نوبل في الآداب تسع مرّات، ولكنه لم يحصل عليها. نال عام 1956 الجائزة الوطنية الكبرى للشعر الهيليني 1956، وجائزة لينين للسلام عام 1976. أصدر أكثر من مئة كتاب في الشعر والرواية والمسرح والترجمة، من أشهرها: أهرامات (1935)؛ إبيتافيوس (1936)؛ نشيد أختي (1937)؛ سيمفونية الربيع (1938)؛ مسيرة المحيط (1940)؛ روميوسيني (1945)؛ سوناتا ضوء القمر (1956)؛ شواهد (1963)؛ اثنتا عشرة قصيدة لكفافيس (1963)؛ أحجار وتكرارات وقضبان (1972)؛ إيماءات (1972)؛ قصاصات (1974)؛ الحائط في المرآة (1975)؛ يوميات في المنفى (1975)؛ الممشى والدّرج (1976)؛ متأخّرًا، متأخرًا جدًا في الليل (1988).

ومن الجدير ذكره أن مترجم الكتاب تحسين الخطيب هو شاعر ومترجم أردني من أصول فلسطينيّة. من ترجماته:  “المسخ يعشق متاهته: يوميّات” لتشارلز سيميك (2016، سلسلة الجوائز، الهيئة المصرية العامة للكتاب)؛ “الوصول الحرّ” لبيتر سابر (2015، دار بلومزبري – مؤسسة قطر للنشر)؛ وضمن مشروع كلمة للترجمة في أبو ظبي: “المدرسة” لكاثرين بيرك وإيان غروس فينور (2013)، و”الجذور الثقافيّة للإسلامويّة الأميركيّة” لتيموثي مار (2011)، ، و”العالم لا ينتهي، وقصائد نثر أخرى” لتشارلز سيميك (2010).