كان صباحاً بارداً رمادياً والهواء مثل الدخان، وما إن استعيد ما حدث، حتى تحركت السماء الداكنة، الشفيفة، الكتيمة مثل بحرٍ في يوم صامت. ياقة المعطف تضغط بقوة على عنقها ووجنتيها الباردتين، كما لو أنهما غسلتا بماء مثلج. تنشقت بحر... أما من مكان آخر نلتقي فيه؟ نادين غورديمير
أطفأت منبه الساعة في هاتفها قبل أن يبدأ رنينه. لم تنم طوال الليل. غفت لنصف ساعة ربما، وربما أقل. عيناها جافتان وحلقها كذلك. تقلبت في الفراش وتطلعت إلى الجهة الأخرى حيث الجسد الفتي المعافى مستغرقاً في نومه الحلو. المسكين ظل هو أيضاً أثناء... كما في الأفلام عائشة أحمد
عن صورةٍ في الخيال تمرُّ وتتمزَّق كنتُ أمشي عاريةً بطريقةِ ممثِّلةٍ إباحية في فيلمٍ قصير أرقصُ أحيانًا ثَمِلةٌ طوالَ الوقت نائمةٌ على سريرِك بجسدٍ ممتلئٍ وشعرٍ طويل ليستْ لديَّ مهامُّ أخرى سوى تدليلِ لهف... املأني بنظراتك المرتابة فتحية الصقري
غرقت "3" في رتابة الأيام وقسوتها. خسرت كل شيء. جربت حبس دموعها لنهار واحد، فشغلت نفسها بالعمل: مسح الغبار عن الأثاث، شطف أرضية البيت، غسل الصحون، ترتيب الملابس، تبديل الستائر. اختارت دور المحارب لتسترد ما تبقى من روحها. لم يخطر بب... فصل من رواية "عالم 9" محمد جبعيتي
خذ عقلي ومعه قلب أكبر من هذه المظلة وعشرين كلمة "أحبك" وخمسين "يا حياتي". ألف ألف "اشتقت"، ومئات الأغنيات ومعها ستون ضحكة، ها هي.. كل هذا الحب هدية لك، لكن قبلها أخبرني كيف تعيش هذه الكذابة الكبيرة؟ هل طب... سيدة برلين الكذابة هيثم عبد الشافي
أخذني طائرٌ مرَّةً أخذني طائرٌ لمكانٍ بعيد تركني وحيداً ونسي أين وضعني هو الآن في قفصٍ مهاجرٍ وأنا سرقتُ الغابةَ عائداً لبخار الدويّ المجنّح بقفاف الضوء ونصيبٍ جوّال ينحني للمارّة شيءٌ لم نقله بعد ... دهاءُ الفريسة الكيلاني عون
كانت همسات الموسيقى وفرقعات الضحك المكتوم تُسمع على الطريق المظلم. تمد خطاك. تقف بجوار السور خلف ألواح الخشب التي تنفرج مثل شفتين جائعتين. عيناك تدوران ببطء في حديقة البيت. تثبت عند أحد المشاهد. تكتم أنفاسك العالية. تضع قبضتك على قلبك المضطرب. مثل أص... البيت القديم فكري عمر
تحذرنا أسطورةٌ هندية قديمة من النظر في عيني غزال جريح! يُقال إن الطريدة لا تغمض عينيها، بل تحدق طويلاً في عيني قاتلها. المقلتان المتحجرتان تلتقطان انعكاس الخوف ثم تعتقه بأناة. تحذرنا الأسطورة من النظر طويلًا في عيني من يحتضر، سن... لا تحدق في عيني جريح ريهام عزيزالدين محمد