"الصدقة تؤجل الثورة"!!! لا محيد من أن تهجم عليّ هكذا عبارات مبتورة وبعيدة عن سياقها، أنا الذي أؤمن بكامل قواي العقلية بالسياق، وأن العبارات المجتزأة والمقتبسة شوهاء مهما بلغ وقعها، مهما بلغت حقيقتها. بالعودة إلى العبارة التي بدأت بها والتي لا أعرف ما إذا...
استراقات
أسمع المطر يضرب بغزارة نافذتي، لا ألتفت إليها، ولا أتحرى صواب هكذا وهم! وهل جننت لأطالبه أن يكون صائباً؟ حين أخرج من البيت تصفعني الشمس بسياطها، مردداً لقد انتصرت الشمس على الغيوم، وأوصلت درجة الحرارة إلى أربعين، لقد خانني الطقس مجدداً وخرجتُ في اللحظة الخطأ، ...
إلى بشار إبراهيم 21 يوماً و10 ساعات و31 دقيقة عنوان فيلم غيابك. وغداً فيلم آخر: 22 يوماً و10 ساعات و31 دقيقة وبعد غد.. وأنت لا تروي عنه شيئاً! يمكن إلغاء الموت. حذف مشهد، استبداله بآخر، تسريعه، إبطاؤه. تبديل النهاية. يمكن معرفة النها...
ترقص المرأة الصامتة على خشبة المسرح، تفتح الخزانة، تُخرج امرأة ثانية لتتولى عنها الكلام. وتلك الصامتة لا تهدأ تأخذ ما تقوله الثانية بعيداً بجسدها، ترقص وتقفز ولا تلامس الخشبة، لتتبع القفزة بأخرى، فتستحيل رجلاً صامتاً راقصاً متقافزاً. المرأة أخرجت رجلاً من الخزانة،...
وهبتني قلباً أزرق ..جنني اللون وأنا ما عهدته إلا أحمر، وكم تمنيت أن تكون الحياة بالأبيض والأسود لئلا ينال مني قلق الألوان! بأن أمسي - وأنا أتخطى الأربعين - طفلاً يميزونه بالبالونات والورود الصناعية الزرقاء، وأنتِ لك الوردي والأحلام الوردية وتلك الأنوثة المتقدة المتيقظة ...
تقول: يوم مشرق وأمنيات محققة! تمضي لا ملوّحاً ولا متلفتاً تضعُ يومك كل يومٍ أمامك ولا تدع لزقاقٍ أن يبتلعك ولا لمنعطفٍ أن يأخذك، تمضي "لا يؤنسك مؤنس ولا يوحشك موحش" والربيع جاثمٌ في الشتاء ها هنا، والشمس لا تمنح الغيوم فرصةً ولا تتيح للأمطار التلاعب بالأرض....
يموضع الزمن مروره بنقاطٍ مضيئة وأخرى معتمة! تتجاور النقاط، تتلاصق، تمسي خطاً، من دون تمييز بين نقطة مضيئة وأخرى معتمة. المهم: الخط الذي يمسي مساراً يقود إلى الحتف. الحتف وراد من دون فلسفة في مدينةٍ تلتهمها الحرب، والمقتلة ضاقت بها الجغرافيا، بدت التضاريس سهولاً...
تشكل مناهضة الوصفات الجاهزة في الفن والإبداع عاملاً أساسياً في البنية التي تأسست عليها أوكسجين، وهي آتية من إيمان عميق بأن كل فعل إبداعي حقيقي هو فعل تجريبي بالضرورة، يحتمل النجاح أو الفشل، بينما يشكّل انعدام هذا السعي إلى اللا فن واللا إبداع، وبالتالي الارتهان لما هو م...
نزعت ثيابها عنها وارتدت عريها كاملاً، ولم تخلّ به قطعة ثياب تافهة. كان علي أن أقود سيارتي وهي على المقعد إلى جانبي لا ترتدي إلا ما خلقت عليه من جسد منزّه. لم يكن الأمر مدعاة للاحتفاء، بل كان مرعباً كما كل ما يُكشف عنه من دون محسّنات أو مشوّهات، ومكافحو الجم...
لا جديد في أن يكون الأرق لجوجاً عنيداً. لا جديد في أن أكون واثقاً من انتصاره وهزيمتي. تلك حقيقة دامغة! لا شيء استجد ليلة أمس لأبدّل قناعتي، لا بل كانت حافلة بما يتخطى الأرق، شيء من الترقب يستدعي الهلع. لكن وللمفارقة راح الأرق يضرب رأسه بحافة السرير، بينما وقع ا...